يؤشر الوضع السياسي في ليبيا إلى العودة الى مربع العنف والتقاتل المسلح بعد أن صوت مجلس النواب الليبي، اليوم الثلاثاء، بالأغلبية على سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مقابل عدم اعتراف المجلس الأعلى للدولة، بهذا التصويت واعتباره خطوة "باطلة" لمخالفة إجراءاتها الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي. وبعد إعلان المتحدث مجلس النواب عبد الله بلحيق، عبر صفحته على فيسبوك، قرار سحب الثقة من الحكومة رد المتحدث باسم المجلس الأعلى للدولة محمد عبد الناصر، في تغريدة له أن المجلس "يرفض إجراءات سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية، ويعتبرها باطلة لمخالفتها الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي، ويعتبر كل ما يترتب عنها باطلا. وقرر مجلس النواب الليبي الإبقاءعلى حكومة الوحدة الوطنية الموقتة حكومة كومة تصريف أعمال. وتبدو هذه التطورات فاتحة لانتهاء مرحلة الاستقرار السياسي وعودة إلى مربع الخلافات بشأن أحقية الحكم في البلاد والمسك بزمام الأمور وهو ما قد يدفع إلى اندلاع حرب مسلحة جديدة في ظل انتشار ملايين القطع من الأسلحة الثقيلة والخفيفة في هذا البلد الذي يعاني عدم استقرار منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي. واحتدت الخلافات بين أطراف النزاع الليبي بعد أن قرر مجلس النواب الليبي تشكيل لجنة للتحقيق في الاتفاقيات والتكليفات والقرارات التي اتخذتها حكومة الدبيبة. وتأتي هذه التطورات في وقت دعا فيه قائد قوات القيادة العامة، المشير خليفة حفتر، العسكريين التابعين للقيادة العامة إلى المشاركة في الانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل، مؤكدًا أحقيتهم في المشاركة بالعملية الانتخابية. وقال حفتر، موجهًا حديثه لضباط وجنود الكتيبة 106، «نحن نمر بمرحلة قادمة مرحلة سلمية. نحن عمرنا ما رفضنا السلم. عمرنا ما رفضناه. بالانتخاب أهلًا وسهلًا شرفتم جميعًا كلكم بدخول هذه الانتخابات تعطي، مَن تريد، مَن تراه كفؤًا لك، على أساس أن هو يمثلك، فعليك أن تكون أمين لأنك أنت جندي لا تقول إلا الحق ومانكش خايف من حد. الضباط نفس الشي» وحكومة الدبيبة هي حكومة الوحدة الوطنية الليبية أو الحكومة الليبية الانتقالية وهي حكومة مؤقتة لليبيا تشكلت في 10 مارس 2021 لتوحيد الحكومتين المتنافستين: حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس والحكومة الليبية المؤقتة ومقرها بنغازي. وعبد الحميد الدبيبة هو رئيس الوزراء لحكومة الوحدة واختاره ملتقى الحوار السياسي الليبي بمدينة جنيف في5 فبراير 2021 بعد حصوله على 39 صوتاً