القصرين : وفاة كهل جرفته مياه وادي الصابون بفريانة    مندوب حماية الطفولة حول استدراج أطفال عبر الانترنات: متأكدون من وجود ضحايا آخرين    الأساتذة النواب دفعة 2023 ينفذون تحركا وطنيا بمحيط وزارة التربية    جمعية القضاة : المطالبة بفتح تحقيقات حول هذه القرارات..التفاصيل    تعازينا للأستاذ والكاتب خالد الغريبي على إثر وفاة زوجته راقية شورى    وزارة الفلاحة: نحو جلب حشرة للقضاء على الآفة القرمزية    قابس: نجاح تجربة زراعة الحبوب    عاجل: ايران تهدد مجددا ب"رد قاسي"..    أبطال أوروبا: برنامج مواجهات الليلة من إياب الدور ربع النهائي    رابطة الهواة 2 (الجولة الثامنة إيابا) أفراح عارمة في منوبة وتبلبو    يورو 2024 : منتخب فرنسا يحتفظ بريادة التصنيف الدولي لأفضل 10 منتخبات أوروبية    منوبة ..5075 مترشحا لاختبارات مادة التربية البدنية    ميناء حلق الوادي: حجز 7 كلغ من ''الزطلة'' مخفية بأكياس القهوة    الحماية المدنية: 19 حالة وفاة في يوم واحد    وفاة مسن في حادث اصطدام سيارة بعمود كهربائي..    الهلال الأحمر بصفاقس: ينفى ما يروج من معلومات حول قيامهم بتقديم أموال للمهاجرين الأفارقة المتمركزين بالجهة.    في الملتقى الإقليمي للموسيقى ..مشاركة متميزة لمعاهد ومدارس القطار    قوات الاحتلال تقتحم جنين ومخيم بلاطة وتعتقل عددا من الفلسطينيين بالضفة الغربية    في مكالمة هاتفيّة مع نظيره الصربي ..وزير الخارجية يتلقى دعوة إلى زيارة صربيا    أولا وأخيرا: ربيع النقل السريع    صفاقس ..70 عارضا بصالون الموبيليا وجهاز العرس    بالمر يسجل رباعية في فوز تشيلسي العريض 6-صفر على إيفرتون    معز الشرقي يودع بطولة غوانغجو الكورية للتنس منذ الدور الاول    عاجل : خلية أحباء النادي الافريقي بألمانيا تهدد    تقلص العجز التجاري بعد ارتفاع الصادرات وتراجع الواردات    أول تعليق لرئيس الجمهورية على أعمال العنف في حي التضامن..    مع الشروق ..من «الصبر الاستراتيجي» إلى الرّدع ... ماذا بعد؟    إرتفاع أسعار الذهب لهذه الأسباب    طهران لإسرائيل: سنرد بضربة أقوى وبثوان على أي هجوم جديد    طقس الثلاثاء: سحب كثيفة وأمطار متفرقة بأغلب المناطق    سوسة: أحكام بالإعدام ضدّ قاتلي إمرأة مسنّة    تفاصيل القبض على مروج مخدرات وحجز 20 قطعة من مخدر القنب الهندي في سليمان    حيرة بين الردّ على إيران أو اجتياح رفح...إسرائيل رهينة التخبّط    الأولى في القيادة الأركسترالية في مهرجان «Les Solistes»...مريم وسلاتي مستقبل قائدة أوركستر عالمية    عنوان دورته السادسة «دولة فلسطين تجمعنا يا أحرار العالم»...المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج يحطّ الرحال بنابل    أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني عمل إرهابي    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    آخر زلات بايدن: أشاد بدولة غير موجودة لدعمها أوكرانيا    قيس سعيد: لابد من دعوة عدد من السفراء الأجانب لحثّ دولهم على عدم التدخل في شؤوننا    زغوان: تكثيف التدخلات الميدانية لمقاومة الحشرة القرمزية والاصابة لا تتجاوز 1 بالمائة من المساحة الجملية (المندوب الجهوي للفلاحة)    حركة المسافرين تزيد بنسبة 6،2 بالمائة عبر المطارات التونسية خلال الثلاثي الأوّل من 2024    جندوبة: الاتحاد الجهوي للفلاحة يدين قرارات قطع مياه الري ويطالب رئيس الجمهورية بالتدخل    معرض تونس الدولي للكتاب 2024: القائمة القصيرة للأعمال الأدبية المرشحة للفوز بجوائز الدورة    دار الثقافة بمساكن تحتضن الدورة الأولى لمهرجان مساكن لفيلم التراث من 19 الى 21 افريل    البطولة الافريقية للاندية البطلة للكرة الطائرة - فوز مولدية بوسالم على النصر الليبي 3-2    تونس: 25 دولة ستُشارك في معرض الكتاب    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    الدورة السادسة لملتقى "معا" للفن المعاصر بالحمامات يستضيف 35 فنانا تشكيليا من 21 بلدا    أنس جابر تبقى في المركز التاسع في التصنيف العالمي لرابطة محترفات التنس    نصائح للمساعدة في تقليل وقت الشاشة عند الأطفال    المؤتمر الدولي "حديث الروح" : تونس منارة للحب والسلام والتشافي    ايطاليا ضيف شرف معرض تونس الدولي للكتاب 2024    تونس: التدخين وراء إصابة 90 بالمائة من مرضى سرطان الرئة    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    أولا وأخيرا... الضحك الباكي    تونس تحتضن الدورة 4 للمؤتمر الأفريقي لأمراض الروماتيزم عند الأطفال    فتوى جديدة تثير الجدل..    الزرع والثمار والفواكه من فضل الله .. الفلاحة والزراعة في القرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عرضا نور وسليم عرجون وفرج سليمان.. قصص تمتد من تونس إلى فلسطين
نشر في حقائق أون لاين يوم 28 - 07 - 2022

لكل منهم حكاية، ولكل منهم أحلام، ولكل منهم درب اختار أن يخطه بمداد من فن، ولكل منهم تمثل للحياة التي ينسجون تفاصيلها من كلمات وأنغام يشكلونها من تفاصيل يومهم ومن خيالهم الزاخر بالحرية.
من تونس إلى فلسطين اختلفت موسيقاهم وتنوعت تلويناتها لكنها التقت عند كونها تعبيرات عما يعتمر دواخلهم وفضاءات لإنشاء معاني أخرى للواقع تجلت في عرضي التونسيين نور وسليم عرجون، والفلسطيني فرج سليمان.
وعلى إيقاع هتافات الجمهور الذي كانت تغلب عليه فئة الشباب أطل الأخوان نور وسليم عرجون على الركح وتعالت الموسيقى في أرجاء المسرح الأثري حينما داعبت أنامل سليم عرجون "البيانو" و"الكلافيي" وغازل مروان سلطانة أوتار الباص وناجى يوسف سلطانة الدرامز.
ومن بين ثنايا الموسيقى الموشحة بالتمرد والشغف صدح صوت نور عرجون بأغاني على غرار أغنية "تراب" وهي من كلمات هيام العلوي وليلى جلال (والدة نور وسليم)، وهي أغنية وجدت طريقها إلى الجمهور لأنها رافقت مسلسل حرقة 2 للمخرج لسعد الوسلاتي وذلك بعد سنتين من إصدارها.
وكما جوهر مشروع نور وسليم عرجون تتسم هذه الأغنية بالانفتاح على عدة موسيقات وبالنبش في زوايا محملة بالحنين والذكريات والتوق إلى أوطان جميلة لا بوصلة فيها إلا رائحة تراب البلد التي تحمل في ذراتها حكايات وتاريخ.
وعلى نسق تفاعل الجمهور في المدارج، كان ركح مسرح قرطاج فضاء حصريا لأداء أغنيتي "ويوا" و"بيبان" إلى جانب أغنيات أخرى خط بها الثنائي عرجون بصمتيهما في المشهد الموسيقي التونسي على غرار "علي صار" و"ليك سنين".
وفي عرض نور وسليم عرجون تحلى الركح بمسحة شبابية تبدت في حضور كورال تونس 88 والعازفين حبيب بن عطية وراضي شوالي وبهاء بن فضل لترتسم على الركح لوحة موسيقية تجمع أنماط مختلفة تلتقي عند كلمات أغان باللهجة التونسية.
وعن مشروعهما، يقول الأخوان عرجون إنه نتاج لسنوات من البحث والكتابة والتجريب وإن عرضهما في قرطاج لم يأت من فراغ بل هو تتويج لهذه المسيرة الزاخرة بالتجارب والتي تمتد على خمس سنوات التقى فيها الأخوان على أركاح كثيرة داخل تونس وخارجها.
وأما فيما يتعلق بالكتابة، فيشير الأخوان إلى أنها تنهل من جوهر المشروع الذي يقوم على الانفتاح والشغف والمحبة وأن والدتهما تكتب كلماتهما إلى جانب هيام العلوي وأحمد الدعاس الذين تلتقي كلماتهم مع نهجما الفني المتمايز عن غيره.
أكثر من ساعة قضاها الثنائي مع جمهور انتشى بموسيقاهما، صعد إثرها الفنان الفلسطيني فرج سليمان إلى الركح وسط هتافات الجمهور الذي رفع أعلاما فلسطينية فحياه وأبدى إعجابه به وبتونس التي قال إنها أكثر الأماكن أمانا لوجود الفلسطينيين.
وموسيقى فرج سليمان من طينة موسيقى نور وسليم عرجون معاصرة منفتحة على كل التلوينات تتسرب منها الموسيقى الشرقية والبوب والجاز ، هي مزيج قوامه التجريب وعنوانه السفر لا ترجّح فيه كفّة على أخرى.
على الركح تبوّأ العازفون أماكنهم يناجي كل منهم آلته الموسيقية ويبث تجربته الفنية والإنسانية في العرض الذي يخاطب الوجدان والعاطفة ويستدر تفاعل الجمهور الذي ردد مع فرج سليمان كلمات أغانيه وأمعن في الهتاف له.
الترمبات والدرامز والغيتار والبيانو، آلات موسيقية لكل منها خصوصيتها اجتمعت معا لتخلّد قصصا وحكايات وتجارب قد تكون ذاتية أو موضوعية ولكنّ الأكيد أنّها صارت تجربة جماعية يتشارك فيها العازفون مع الجمهور الحاضر في المدارج.
وبتوليفة من الألحان والإيقاعات نحت فرج سليمان تجربة فنية متفردة تجلت في ألبوم "أحلى من برلين" الذي يجمعه بالكامل الفلسطيني وفق دربه الفني مجد كيال والذي يحتفيان فيه بمدينة حيفا الفلسطينية على طريقتهما.
"إسّا جاي" و"أحلى من برلين" و "قصة بلا حب" و"صندوق ألعاب" و"البيت الثاني" و"شارع يافا" و"في أسئلة براسي" وغيرها من الأغاني التي لا تخلو من فلسفة عمادها كسر القوالب الجاهزة وتحدي التنميط، أغان تتداخل فيها الأحاسيس والانفعالات ويسكت فيها الكلام لتنطق الموسيقي معاني عميقة تتجدّد مع كل نوتة وإيقاع.
وفرج سليمان عاشق للتنوّع، يطرق سبلا مختلفة ليحرّر روح الفنان فيه وفي مؤلفاته الموسيقية لا يخفي عشقه للموسيقى العربيّة والإيقاعات الشرقية والتانقو والجاز والروك والكلاسيك أيضا ليجمع بين هذه الإيقاعات المتزاحمة في أعمال جعلت منه إسما رائدا في الكتابة الموسيقية،.
وإلى جانب ثراء موسيقاه، يجيد الفنان مغازلة الجمهور من خلال التغني بكلمات باللهجة الفلسطينية بأسلوب يشد إليه الآذان ومن خلال استضافة مغنين تونسيين لمشاركته الغناء على الركح وهم سامية الحامي وإشراق مطر وهاجر بحرون ومحمود التركي.
وعلى إيقاع رسائل فرج سليمان التي يداعب فيها مفاتيح القلوب كلما لامس مفاتيح البيانو صدحت أصوات الرباعي التونسي على الركح، في مناسبتين، لتجسد ذلك التناغم الضارب في القدم بين تونس وفلسطين ولتأول تمظهراته الإنسانية فنيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.