مقابل مليون و 900 ألف دينار حصلت قناة حنبعل كما هو معلوم على حقوق بث اللقاءين الثاني والرابع من بطولة الرابطة المحترفة الأولى فضلا عن أحقيّة التواجد في المنطقة المختلطة في بقية المباريات… ولئن كان من المفترض أن تغلق الصفقة الأبرز تلك التي تتعلّق بالدربيات والكلاسيكوهات بسرعة , فلقد تأجّل الحسم إلى وقت غير مسمّى حيث لا يزال الخلاف قائما بين الجامعة التونسيّة لكرة القدم وإدارة التلفزة الوطنيّة. قناة حنّبعل التي اقتنت بسعر عال حقوق بث مباراتين من الصنف الثاني لم يرق لها أن تنزل الجامعة بما قيمته مليون دينار من السعر الافتتاحي الذي طالبت به والذي كان في حدود 5 ملايين و 200 ألف دينار… او لاحتجاج عبّرت عنه "قناة شطرانة" في مكتوب رسمي ضّمنته استهجانها للكيل بمكيالين الذي تمّ اعتماده في هذه الصفقة. عرض هزيل .. فتعديل لعلّ ما أثار حفيظة قناة حنّبعل هو أنّها دخلت مناقصة البث التلفزي بصيغة غلّبت مصلحة القناة الوطنية على حسابها خصوصا أنّ حنّبعل أودعت ظرفا احتوى مليونا و 900 ألف دينار , فيما لم يحو ظرف التلفزة أيّ مليم بما أنّه كان مفقودا… الجامعة قدّمت عرضا شفاهيا للحصول على النصيب الأوفر من المباربات حيث عرضت 3 ملايين و200 ألف دينار بفارق مليارين عن طلب التلفزة… إدارة الوطنيّة رفّعت في القيمة فيما بعد إلى 600 ألف دينار إضافية وتمسّكت بهذا السعر وهو ما رفضته الجامعة واحترزت عليه قناة حنبعل. 400 مليون أو ..الجزيرة الجامعة التي نزلت بمطالبها من 5 ملايين و200 ألف دينار إلى 4 ملايين و 200 ألف دينار رفضت أيّ تنازلات أخرى .في المقابل لم تبد التلفزة الوطنية التي بلغ عرضها قرابة الأربعة مليارات أيّة ليونة. الفارق بين الموقفين لا يتجاوز 400 ألف دينار وهو ما من شأنه أن يحسم الجدل لكن بعد جلسة اليوم التي جمعت الأندية مع الجامعة برئاسة الحكومة يبدو أنّ جامعة الجريء قد حسمت توجّهها : إمّا أن ترفّع التلفزة من عرضها أو سيتمّ فتح العروض أمام القنوات الأجنبية التي تتقدّمها الجزيرة الرياضيّة. الجامعة أكّدت أنّها تنتظر قرار سياسيّا يراعي مصلحة الأندية ويوفّر ترفيها مدعّما للمواطن بدل الارتهان للأجنبي. احتراف أم ..انحراف؟ أيّاما قليلة قبل إعطاء شارة الانطلاق لبطولة الرابطة المحترفة الأولى دون يحسم بعد في هويّة الناقل الرسمي للبطولة… أمر يثير السّخرية حقيقة بالنّظر إلى تسمية المسابقة التي تحمل صفة الاحتراف دون أن تتشبّع به . فالنوادي لا تزال تعيش على وقع الهبات ودعم الدولة الذي لم يقتصر عليها بل امتد ليشمل حقوق بث البطولة التي يجب أن تدعمها الدولة كذلك… فأين الاحتراف في ذلك؟ نسأل ونمضي.