في اطار سلسلة ندواتها وملتقياتها وفي اطار الوفاء للتمشي الذي اعتمدته والمركز على ثقافة القرب من اجل علاقة مباشرة بين طلبتها والخبراء، نظمت جامعة دوفين تونس حلقة نقاش مشفوعة بإفطار الصباح حول محور "التمويلات الصغرى: التحديات والآفاق " أدارها الدكتور باتيست فينات وذلك يوم الخميس 27 فيفري الماضي. وتقاسم ضيف الجامعة باتيست فينات - الاستاذ الجامعي المختص في الاقتصاد - مع الحضور المتنوّع المتكون من شباب من طلبة دوفين وخبراء ومهنيين في مجال التمويلات الصغرى الى جانب باحثين في القطاع ، تقاسموا النقاش حول عالم التمويلات الصغرى ارقامها، معطياتها، واقعها ، مستقبلها ودورها ضمن المؤسسات وضمن المنظومة المالية. واختتمت المحاضرة بتدخلات وتنشيط للنقاش من قبل الجمهور الحاضر الذي اظهر اهتماما كبيرا بموضوع التمويلات الصغرى التي تبدو اليوم في تونس موضوعا هاما ورهانا كبيرا للتونسيين سواء منهم هؤلاء الطلبة الراغبون في التعمق في شعبة دراسية واعدة مع آفاق تشغيل وانتداب مؤكدة او بالنسبة لهؤلاء المهنيين في سوق تونسية شهدت تواجد عديد الفاعلين ضمنها او كذلك بالنسبة للمجتمع المدني التونسي.و نجد ضمنها حوالي مليون رجل أعمال صغير في انتظار ايجاد التمويلات لمشاريعهم حسب ما ذكر فينيت. خلال محاضرته، وضع الاستاذ فينات في البداية قطاع التمويلات الصغرى في اطاره مؤكدا أنه في أوج صعوده وهو في تطور متواصل منذ تعميمه وفتحه للجميع في عهد ال"جرامين بنك" التي أسسها الاستاذ محمد يونس سنة 1983. وذكر الاستاذ فينات أن بنك غرامين منظمة للتمويل الصغير وتنمية المجتمع. بدأ البنك في بنغلاديش ويقوم بتقديم قروض صغيرة إلى الفقراء دون اشتراط ضمانات مالية. كلمة "جرامين" مشتقة من كلمة "جرام" أو "قرية"، وتعني "بنك القرية". وقد توجهت هذه القروض للفقراء والنساء والذين لم يسعفهم الحظ لمواصلة دراستهم ولسكان المناطق الريفية وذلك من اجل الرفع من نمط حياتهم واستغلال هذه النوعية من التمويلات بعد ان تناساهم نظام التمويل الكلاسيكي. خلال المحاضرة كذلك تمت الاشارة الى انه وفي الدول النامية قرابة 59 % من الاشخاص لا يمكنهم التمتع بخدمات النظام التمويلي الكلاسيكي مقابل 11 % فقط في الدول المتطورة. من جهة اخرى قدم باتيست فينات عديد الارقام والاحصائيات الواردة ضمن تقارير القمة الدولية للتمويلات الصغرى مشيرا الى وجود تفاوت بين المناطق موضحا انه اذا كانت آسيا تتمتع ب 70 % من نسب التغطية فان افريقيا لا تتمتع سوى ب 11 % فقط. وارجع الاستاذ المحاضر ذلك الى التنامي المتزايد للمالية الاسلامية في المشهد المالي الافريقي والذي قدم نفسه كبديل للتمويلات الصغرى. واشار فينات كذلك الى ان 82.7 % من التمويلات الصغرى الممنوحة وجهت للنساء مقابل معدل نسبة فائض سنوي ب27 % (رقم سنة 2011) نسبة استرجاع تتجاوز ال 93 %. وفي ختام محاضرته تعرض الاستاذ فينات الى تأثيرات التمويلات الصغرى التي وبالرغم من صعوبة تقييمها في اطار الاقتصاد الكلي فإنها سهلة القيس والدراسة في اطار الاقتصاد الجزئي. وختم استاذ جامعة دوفين محاضرته بالتعرض الى احد ابرز المواضيع في الوقت الراهن في عالم الاقتصاد الجزئي ألا وهو ال Mobile Banking أي الخدمات البنكية عبر الهواتف المحمولة والتي تمكن من التمتع بخدمات نوعية على غرار تحويل الاموال، الادخار، خلاص الفواتير... والتي تمثل احد محاور التطور في مجال التمويل الجزئي وذلك عبر تبسيط الاجراءات في هذا القطاع الذي يكون احيانا ضحية لنقص المؤسسات البنكية في المناطق الحضرية مما يتطلب تنقل المستثمرين الصغار لإتمام العمليات المالية المختلفة. وبالنسبة لفينات، فانة من الضروري أن تتغير القوانين في تونس خاصة بعد ان ضمت السوق التونسية متدخلين جددا في مجال التمويلات الصغرى. ودعا العاملين في هذا القطاع الى تقديم المعلومة لحرفائهم وتوجيههم من اجل حمايتهم ضد كل مخاطر التداين المفرط مركزا على:" أن علاقة الثقة بين المؤسسة والحريف هي من اهم اسس التمويلات الصغرى". وتجدر الاشارة هنا الى حلول هيئات دولية مختصة في التمويلات الصغرى للمشاركة في المشهد الاقتصادي التونسي على غرار ADIE , ADVANS وغيرها... من يكون باتيست فينات؟ دكتور في العلوم الاقتصادية (1996 بجامعة باريس-دوفين) وحاصل على ماجستير البحث اختصاص اقتصاد ومالية دولية (1991 جامعة باريس دوفين) استاذ محاضر في الاقتصاد بجامعة باريس-دوفين ويتحملّ اليوم مسؤولية برنامج تكوين: اجازة Gedess في الاقتصاد المطبق ومسؤول على برنامج تكوين ثان: اجازة Gedess في الاقتصاد المطبق المتبادل. باتيست فينات يشغل كذلك خطة المسؤول البيداغوجي للاتحاد الاوروبي في مجال الاقتصاد الكلي المفتوح (UE 45) en DEGEAD2 ومسؤول بيداغوجي للاتحاد الاوروبي في مجال الاقتصاد الكلي III DUMI2E2. حول دوفين تونس دوفين تونس (ITD)، مؤسسة جامعية خاصة للدراسة والبحث تأسست في اكتوبر 2009 ومقرها بالعاصمة التونسية وهي جامعة تابعة لجامعة باريس دوفين. من أهدافها التكوين الأولي والتكوين المستمر للإطارات العليا القادرة على الاستجابة لمتطلبات المنافسة الدولية. وتساهم دوفين تونس بفضل التكوين المميز الذي تقدمه في تألق تونس على الصعيد الدولي كقطب للتكوين والبحث. وتتميز دوفين تونس خاصة ب: حسن اختيار الطلبة وفق معايير مضبوطة من قبل جامعة باريس دوفين دسامة برامج التكوين المقدم الجامع بين أهمية البحوث الاكاديمية والحرفية الضرورية للإدماج المهني للطلبة. طرق بيداغوجية فاعلة تساعد على اتقان الاستقلالية والعمل الشخصي. الاخذ بعين الاعتبار البعد الدولي في التعليم المقدم وخاصة البعد الاورو-متوسطي. وتعتبر جامعة باريس دوفين الفاعل البيداغوجي الأساسي الذي يقدم المساعدة عبر اساتذته-الباحثين وكذلك عبر خبرتها ومركزها كجامعة معترف باختصاصاتها التعليمية المميزة على غرار: التصرف-العلوم الاقتصادية- الرياضيات- والاعلامية المطبقة وخاصة علوم القرار والمنظمات العمومية والخاصة. وتعتبر شهادات الاجازة والماجستير المسلمة من قبل دوفين تونس من الشهادات المعترف بها من قبل جامعة باريس دوفين بل وتعتبر تلك الشهادات وكأنها مسلمة من قبلها. كما ان تلك الشهادات معترف بها كذلك من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و تكنولوجيا الاتصالات التونسية. ويشارك أساتذة باريس دوفين في لجان الامتحانات ولجان إسناد الشهائد المسلمة من قبل دوفين تونس.