لم تمهل هيئة مهدي بن غربية المدرب المنذر الكبير أكثر من 11 جولة على انطلاق سباق الرابطة المحترفة الأولى لتقوم بإقالته من مهامه كمدرب للنادي البنزرتي عقب تعادله مع الأولمبي بنتيجة صفر مقابل صفر.. حينها كان فريق قرش الشمال يحتل المركز السادس برصيد 16 نقطة بالتساوي مع النجم الرياضي الساحلي الذي بات اليوم قريبا من المركز الثاني. أسباب استبعاد الكبير وتعويضه بماهر الكنزاري أرجعتها هيئة النادي البنزرتي إلى تردي النتائج وأيضا إلى ضعف شخصية واختيارات هذا الفني.. الكبير واجه في 11 جولة مع أبناء عاصمة الجلاء الفرق الخمسة التي تحتل صدارة الترتيب اليوم وهي الترجي الرياضي ومستقبل المرسى والنادي الصفاقسي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي فلم يجن سوى نقطتين من أصل 15 ممكنة تأتت من ثلاث هزائم أمام الثلاثي الأول وتعادلين أمام نادي باب الجديد وفريق جوهرة الساحل. نتائج اعتبرتها هيئة قرش الشمال هزيلة ولا تليق بفريق يسعى للمراهنة على المراتب الأولى فتقرر إعفاؤه من مهامه الرئيسية كمدرب أول مقابل الإبقاء عليه في خطة مدير رياضي احتراما منها للمجهود الذي بذله في الموسم الفارط فضلا عن كونه ابنا شرعيا للنادي وجب التعامل معه باحترام بروتوكولي. ولأن للنادي الإفريقي مستشارين عالميين كما أكد ذلك سليم الرياحي وكاتبه العام مجدي الخليفي في وقت سابق فقد تم الاستنجاد بالمنذر الكبير كمدير رياضي مهمته الرئيسية الاستعداد لخلافة الفرنسي لاندري شوفان الذي أيقن الجماعة أن مستشاري الرئيس العالميين قد غرروا به ومنحوه اسما فاشلا تهاوى معه الفريق وسرعان ما تمت الزيجة ليكون الظهور الأول للكبير على رأس المقاليد الفنية للأحمر والأبيض أمام الاتحاد المنستيري. الإطلالة الأولى جاءت بفوز أول ثم توقف عداد الانتصارات عن الاشتغال فعجز نادي باب الجديد عن الإطاحة بأي فريق طيلة الجولات الأربع الموالية التي خاض فيها الفريق ثلاث مباريات في العاصمة منها اثنتان أمام جماهيره التي لا تعرف التوقف عن التحفيز والدعم من بداية اللقاء إلى نهايته. ولا يعرف هل أن الصدفة وحدها هي التي تتحكم في نتائج المنذر الكبير أم أن قدره أن لا يكون على مقاعد بدلاء فريق يراهن على المراكز الأمامية فالكبير الذي خسر مع النادي البنزرتي ضد الترجي والمرسى كرر نفس الأمر مع الإفريقي بانهياره في دربي العاصمة ثم الانحناء أما القناوية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد باعتبار أن الكبير تعادل مع الإفريقي لما كان مدربا للبنزرتي قبل أن يقتسم النقاط مع البنزرتي وهو مدرب للإفريقي كما أنه كرر تعادله مع ليتوال مرة أخرى بعد أن تعادل معه لما كان في عاصمة الجلاء. عامل الصدفة يبدو حاضرا بقوة وإلا ما كان ليقود المنذر الكبير فريقا بحجم الإفريقي وهو الذي فشلت مسيرته مع النجم الرياضي الساحلي في مناسبتين وهنا لا بد للأفارقة أن يتعظوا من الدروس وأن يستمعوا إلى ما يقال لهم عن الكبير ولعل ما أكده يوم أمس مسؤول من الصف الأول في النجم الساحلي لمسؤول من نفس الدرجة في الإفريقي من ضرورة عدم ترك الحبل على الغارب للكبير دلالة كبيرة عن معدن هذا "الكبير" وليس أكثر دراية من السواحلية بقدراته وهو الذي قضى بينهم سنوات عديدة. وحتى لا يقتصر الأمر عند النتائج لا بد من التوقف عند نقاط تقييمية أخرى لعل أهمها مواقف الكثير من الفنيين والمسيرين ممن خبروا الكبير عن قرب فصفتا "الخواف" و"المحاسبي" هما محل إجماع وأبرز دليل على ذلك هو التغيير الأخير الذي قام به في لقاء الأمس عندما أخرج أشرف الزيتوني وعوضه بهتان البراطلي الذي يمتاز أكثر بالنزعة الدفاعية في وقت كان عليه لعب الهجوم خصوصا أن ليتوال منقوص عدديا بعد إقصاء لاعبه علية البريقي ولم يتبق من عمر المباراة سوى 6 دقائق كافية للمجازفة إلا أنه "خاف" من الهزيمة و"حسب" حسابا كبيرا لنقطة التعادل. نقطة أخرى مهمة هي التي تتعلق بانتقائه للاعبين فالأمثلة عن الأسماء الذي همشها "الكبير" كثيرة في مختلف محطاته بداية بالنجم الساحلي ووصولا إلى النادي البنزرتي.. وهنا لا بد من تذكير "الكبير" بأنه هو من طالب مسؤولي ليتوال بإخلاء سبيل درامي ميكايلو إلى حمام سوسة على سبيل الإعارة منذ موسمين لكن زياد الجزيري وضع أمامه علامة "قف" ورفض مقترحه وها أننا نرى حجم الإضافة التي يقدمها المهاجم المالي للنجم الساحلي.. "الكبير" كان أيضا سببا في فرار عدة لاعبين من النجم الساحلي على غرار جوستين مونغولوالذي همشه وحرمه فرصة المشاركة وها أن ليتوال يعاني من أجل استعادته أو الاستفادة منه ماليا.. أما في بنزرت فكل عائلة قرش الشمال تشكر الإفريقي بعد أن خلصها من "الكبير" فقد حرمهم خدمات متوسط يدعى "سيزار" ما يزال حديث الأوساط الرياضية في بنزرت كما أن بروز حسان الحرباوي في الآونة الأخيرة من المؤكد أنه رسالة مضمونة الوصول لهذا المدرب. في المحصلة يمكن التأكيد أن النادي الإفريقي قد أخطأ العنوان باعتماده على المنذر الكبير ومسؤولوه الذين أخطؤوا الاختيار في مرة أولى باختيار لاندري شوفان كرروا الخطأ بانتداب المنذر الكبير الذي تثبت الأرقام أنه على تدريب الإفريقي "صغير" وأن الإبقاء عليه لاحقا هو قرار محير !