لم يقدر النادي الإفريقي طيلة ثلاثة مواسم على تعويض خروج لاعبين في قيمة كريم العواضي وألكسيس مندومو ووسام يحيى ليفقد الفريق هيبته ويتقهقر إلى مستويات متدنية وزاد من تم استقدامهم لتعويض المغادرين في تأزيم الوضع خصوصا أنهم لم يكونوا عند مستوى التطلعات. الإفريقي انتدب أعدادا ضخمة من متوسطي الميدان الدفاعيين ولكنهم فشلوا جميعا في سد الشغور فمن نافع الجبالي وشاكر الرقيعي الزيتوني والبراطلي والقربي وغيرهم محليا إلى خالد لموشية وبيدي مبينزا وسايدو ساليفو عجز الأحمر والأبيض عن إيجاد توازنه المفقود. الحنين إلى عهد المرحوم لسعد الورتاني والفترة التي لحقت خروجه دفع الجميع للمطالبة باستعادة الكاميروني ألكسيس في وقت سابق ثم وسام يحيى الذي ظل حديث كل سوق للانتدابات منذ وطأت قدما سليم الرياحي وهيئة حديقة المرحوم منير القبايلي. "الغولدن بوي" كما يحلو لأنصار "الغالية" مناداته تم الاتصال به في السنة الأولى من رئاسة سليم الرياحي وتحول لملاقاته نائب الرئيس المتخلي نجيب الدرويش في تركيا إلا أن رغبته في تعزيز صفوف المنتخب الوطني حالت دونه وقبول عرض الإفريقي خصوصا أن نادي باب الجديد شكل حاجزا أمامه من أجل الانتماء للمنتخب في أوقات سابقة وذلك لأسباب يطول شرحها.. يحيى عاد من جديد ليكون ضمن اهتمامات ناديه الأم مع معطيات إيجابية تتعلق أساسا بنهاية عقده مع نادي مرسين التركي ورغبة زوجته في الاستقرار بتونس فضلا عن جدية عرض النادي الإفريقي قياسا بالمرات السابقة التي لم يتجاوز خلالها الأمر حدود جس النبض. "كابتن" الإفريقي السابق سيتم سنته الثلاثون في شهر سبتمبر القادم وبالتالي فإن فرصه في التحول إلى أحد دوريات الخليج ستصبح صعبة تدريجيا وعليه فإن المقابل المالي والمشروع الرياضي سيكونان محددين لقبول عرض الأفارقة من عدمه سيما في ظل تحوزه على عروض تركية من فرق في الدرجة دون الحديث عن ناديه الذي يرغب في الإبقاء عليه. منتصر الوحيشي المدير الرياضي للإفريقي جمعته محادثة مع وسام يحيى منذ أيام كانت نتيجتها إيجابية للغاية ولكن تم إرجاء التفاوض الجدي إلى ما بعد إنهائه لمرحلة المراهنة على الصعود حيث بات مرسين قريبا من العودة إلى الدرجة الأولى التركية.. وسام لم يبحث عن كسب الوقت بقدر ما أراد أن يترك لنفسه مساحة يتحرك فيها إذ أنه بعد مباريات قليلة سيكون مصير صعود ناديه محسوما بالسلب أو بالإيجاب وحينها سيدرس خياراته رغم أنه يضع الإفريقي على رأسها لكن قصر المدة المتبقية قبل اعتزاله تجعل من عودته صعبة إذا لم يكن الأفارقة جادين في مشروعهم وعرضهم المادي. وسام يحيى يرغب في العودة إذ أن لديه حنينا خاصا لأجواء حديقة المرحوم منير القبايلي وهو ما عبر عنه لمنتصر الوحيشي في محادثاتهما لكن الأمر مرتبط بجدية عرض الفريق وإصراره على استعادته..