اعتبر خالد شوكات القيادي في حركة نداء تونس ان اجتماع صفاقس كان منعرجا لا في تاريخ نداء تونس فحسب بل في تاريخ تونس المعاصرة وقال شوكات في صفحته على الفيسبوك"تخيّب صفاقس أمل التيّار الوطني، وبدت حاسمة مرّة أخرى في المشهد السياسي، كما كانت من قبل في لحظات مؤثّرة في تاريخ بلادنا المعاصر كمؤتمر 15 نوفمبر 1955 الّذي نصر وجهة النظر البورقيبية على حساب اليوسفية، ومظاهرة 12 جانفي 2011 رجحّت فيها كفّة الوطن وانحازت إلى من رأت فيه رمزا للمستقبل، فقد فاق إقبال المواطنين على اجتماع حركة نداء تونس الشعبي الأوّل من نوعه في المدينة كلّ التوقّعات، وشكّل الحشد الّذي زاد عن عشرة آلاف رسالة سياسية قويّة الدلالة ومفاجأة من العيار الثقيل لبقية الأطراف المنافسة، خصوصا منها حركة النهضة الإسلامية الّتي طالما نظرت لهذه الحاضرة باعتبارها قلعة صمّاء من قلاعها المنيعة، ستكون عصيّة على الفتح غير قابلة للقسمة مع غيرها". واضاف شوكات "سيسجّل يوم الأحد 20 أفريل 2014 برأيي – إن ثبتت الرؤيا- كمنعرج نوعي كبير في تاريخ حركة نداء تونس، وربمّا التاريخ الوطني برمّته، إن سارت الوقائع طبعا بحسب التوقّعات وتمكّن الحزب الّذي يمثّل آخر نسخة للحركة الوطنية والإصلاحية التونسية من الفوز بالمركز الأوّل في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلّية القادمة، وتشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، والإشراف على تحقيق برنامج النظام الديمقراطي المستقرّ ومشروع الإقلاع التنموي المنشود، كما أشرفت نسخ سابقة من الحركة الوطنية على برنامج تحرير البلاد من المستعمر ومشروع بناء الدولة الوطنية المستقلّة". وبين شوكات قائلا "يتوجّب على حركة نداء تونس أن تعمل بكلّ جدّية وإخلاص والتزام أخلاقي، على أن لا تخذل الآمال الاستثنائية المعلّقة عليها من قبل النخب السياسية والمدنية والجماهير العريضة الّتي عبّرت عن موقفها بجلاء في محطّات كثيرة خلال الأشهر الأخيرة، أهمّها هذه المحطّة الصفاقسية المتميّزة، فعندما تتكلّم صفاقس تحديدا، وهي المدينة المحافظة دقيقة الحساب والعقاب، يكون الكلام غالبا بلغة الأرقام وتكون المؤشّرات بليغة، وتكون المسؤولية أكبر ممّا كانت عليه من قبل، فقد استمع قيادات الحركة في صفاقس إلى كثير من الدعوات المؤثّرة الّتي تطالبهم بالتوحّد وتحمّلهم الأمانة التاريخية، وإلى كثير من المخاوف والهواجس والانتظارات الكبرى الّتي تكشف من جهة على رغبة شديدة في عدم العودة بالبلاد إلى ذات المربّع المتأزّم الّذي أفرزته الانتخابات الفارطة، وتعرّي من جهة أخرى القلق الّذي يخيّم على قطاع واسع من رجال الأعمال الصفاقسيين، خصوصا في قطاعي الصناعة والتجارة، إزاء المستقبل المفتوح على جميع الخيارات".