انتقد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمّة الهمامي أداء حكومة مهدي جمعة معتبرا أنّها بصدد إعادة إنتاج الأزمة من جديد جرّاء إعتمادها ذات الخيارات الاقتصادية السابقة. وقال الهمامي في حوار شامل أجراه مع صحيفة ايلاف الالكترونية في معرض تعليقه على الجولة الخارجية الأخيرة لرئيس الحكومة المؤقتة إنّ هذه الزيارات ليست لها قيمة كبيرة مقلّلا في الآن ذاته من أهمية الحوار الاقتصادي الذي لن يمثّل بداية حلّ للمشاكل الاقتصادية الراهنة باعتبار أنّ المنهجية المعتمدة خاطئة حسب رأيه، لاسيما في ظلّ إهمال ملف الجباية. ووصف زعيم ائتلاف الجبهة الشعبية الذي يضمّ 11 حزبا سياسيا تصنّف ضمن الخطّ اليساري-القومي علاوة عن عدد من الكفاءات والمناضلين المستقلين،الاشادة الدولية بتجربة الانتقال الديمقراطي في تونس بأنّها كذب ونفاق محذّرا من سعي القوى الدولية إلى إجهاض الثورة التونسية وتوجيهها نحو الخيارات الليبيرالية. وحول موقف الجبهة من قضية دخول سيّاح يهود إلى تونس بجوازات سفر إسرائيلية والتي جعلت الجدل والممحاكات تستعر بين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بسبب اتهام الحكومة الحالية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني،أجاب الهمامي بالتأكيد على موقف الجبهة الرافض للتطبيع معربا عن استنكاره لمحاولة عديد الاطراف الاستخفاف بهذه المسألة التي تعدّ جوهرية وفق تعبيره. كمّا بيّن أنّ الجبهة تساند خيار مساءلة وزير ة السياحة آمال كربول والوزير المكلف بالملف الامني رضا صفر داخل المجلس الوطني التأسيسي بغية فهم حقيقة ما حصل مضيفا أنّه من العيب أن يتحوّل من كان يقوم به بن علي في الخفاء إلى العلن بعد الثورة في إشارة إلى العلاقات السريّة التي أقامها النظام السابق مع إسرائيل والتي تجلّت بوضوح خاصة حينما تمّت دعوة رئيس وزرائها وقتئذ آرييل شارون لحضور قمة مجتمع المعلومات الملتئمة بتونس سنة 2005. على صعيد آخر، أوضح الهمامي أنّ الجبهة الشعبية مع الفصل بين الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالنظر إلى كون أنّ هذا التوجه معمول به في كلّ التجارب الديمقراطية مفيدا أنّه من المنتظر أن تدخل هذه المحطة السياسية الهامة والمرتقبة في قوائم انتخابية خاصة. وشدّد الأمين العام لحزب العمّال والمرشح المتوقع في الانتخابات الرئاسية على أنّ تحالف جبهة الانقاذ المعارضة زمن حكومة الترويكا أدت مهامها مؤكدا أنّها قد انتهت تقريبا وهي لم تكن جبهة انتخابية وأنّ ما يجمع حاليا بين مكوناتها هو مجرد الاشتغال سويّا في كلّ ما يتعلق بالمناخ الانتخابي. هذا وقد اتهم حمة الهمامي حركة النهضة بمحاولة ارساء ديكتاتورية دينية خلال فترة توليها مقاليد الحكم معتبرا أنّها أوصلت البلاد إلى شفير الهاوية وذلك بشهادة رئيس الحكومة الحالي مهدي جمعة.