أكّد القيادي بحركة النهضة العجمي الوريمي أنّ حزبه يتفهم الاكراهات والخلفيات التي قد تدفع حكومة مهدي جمعة لاتخاذ حزمة من الاجراءات الاقتصادية والاجتماعية بهدف البحث عن التوزانات المالية الضرورية التي تتطلبّ تضحيات من جميع الاطراف مستشهدا بقوله تعالى:"لا يكلّف اللّه نفسا إلاّ وسعها". وقال الوريمي في حوار خصّ به حقائق أون لاين اليوم الجمعة 23 ماي 2014 ان هذه المسألة تعدّ قضية وطنية من المهم أن تقع حولها توافقات بين الفرقاء السياسيين مهما كانت اختلافاتهم ، مضيفا أنّ مقتضيات الاستحقاقات القادمة و لا سيما الانتخابية لا تتطلب الاصطفاف خلف الحكومة الحالية بل تفترض توطيد أواصر الحوار الوطني والمساندة النقدية للفريق الحكومي من أجل العمل قدر المستطاع على خلف المناخات اللازمة بعيدا عن منطق توتير الاجواء والمزايدات التي تنتهجها بعض الاطراف ، في إشارة إلى الجبهة الشعبية. وعبّر محدثنا عن خشيته من أن تنتقل بعض الجهات السياسية إلى خيار تصعيد اللهجة اعتمادا على خطاب معارض راديكالي يقوم على التشكيك في نزاهة الحكومة الحالية متسائلا عن أسباب تجاهلهم في وقت سابق لقضايا من هذا القبيل. وتابع قائلا إنّ الحديث عن فشل الحكومة واتهامها باعتماد سياسة لاشعبية يتعارض مع واجب التمهلّ وانتظار عرض الأمور على الحوار الوطني وذلك من باب الحكمة والحرص على عدم انسحاب أو استثناء أي طرف سياسي باعتبار أنّ القضية وطنية وتحتاج إلى نقاشات مستفيضة وهادئة حسب تعبيره. وشدّد عضو المكتب التنفيذي للنهضة على أنّ الحركة ملتزمة بنهج التوافق والحوار بغية تسهيل المرور إلى الانتخابات المنتظرة مشيدا بحصيلة نشاط حكومة مهدي جمعة إلى حدّ الان حيث اعتبر أنّها نجحت إلى حدّ ما في مجابهة التحديات والصعوبات مفسرا ذلك بالظروف الموضوعية التي هيأتها حكومة على العريض لها ومن قبلها الحكومات السابقة لها والتي حافظت على استمرارية الدولة والمرافق العامة وفق رأيه. واستبعد صحّة الاتهامات التي وجهت لحكومة مهدي جمعة بخصوص اعتمادها مقاربات وحلول من شأنها أن تفضي إلى المساس بالطبقات الضعيفة ورهن اقتصاد البلاد للدوائر المتنفذة عالميا ممّا يعني ضرب مبدإ السيادة الوطنية مشيرا إلى أنّ خياراتها غير حزبية وليست بالخاضعة لأبعاد ايديولوجية. وأضاف أنّ النهضة لا تعتبر أنّ لحكومة مهدي جمعة منزعا من هذا القبيل مؤكدا أنّ غايتها الرئيسية هي مواجهة التحديات العاجلة في اطار ايجاد معادلة تفصل الهيكلي عن الظرفي والمؤقت عن الدائم. وأبرز أنّ الحكومة الحالية غير مطالبة باتخاد اجراءات تعالج مشاكل جذرية وهيكلية داعيا منتقديها لعدم العودة إلى بوتقة التجاذبات والاستقطاب الذي قد يتسبّب في خلق اضطرابات فضلا عن تعطيل المرافق الهامة عبر الابتزاز واجترار مقولة الفشل. واتّهم الأطراف المنتقدة لحكومة جمعة بمحاولة افتعال أزمات سياسية حتّى تجد عنصرا تستند إليه في الانتخابات المقبلة معتبرا انّ المؤشرات الانية تعكس حالة من التحسنّ والتعافي للاقتصاد ولبعض القطاعات على غرار السياحة. هذا وقد نفى العجمي الوريمي أنّ تكون فترة حكم الترويكا وما يعدّه معارضوها اخفاقا في تسيير شؤون الدولة والبلاد السبب الذي سيجبر الفريق الحكومي لمهدي جمعة على اتخاذ قرارات اقتصادية مؤثرة سلبيا على المقدرة الشرائية للطبقات الاجتماعية الضعيفة ، معتبرا أنّ طرح هذه الفكرة الممجوجة ينطوي على محاولة لابتزاز رئيس الحكومة من أجل دفعه على تحميل المسؤولية لحركة النهضة في اطار المزايدات الانتخابية.