أثبت عبد المومن جابو مرة أخرى انه لاعب من طينة الكبار وتحول بين عشية وضحاها من لاعب 10 دقائق -كما وصفه حاليلوزيتش سابقا- إلى لاعب يصنع التاريخ.. ما فعله مهاجم النادي الإفريقي أمس، أمام المنتخب الكوري الجنوبي في أول مشاركة له في المونديال، كان بمثابة رسالة أخرى وجهها "مموش" أو "ميسي العرب" كما يحلو للجميع تسميته إلى الفني البوسني. تمكن جابو، في تاسع مشاركة له مع المنتخب الوطني، من التربع على قلوب جميع عشاق "الخضر"، بعد أن كان بمثابة "الشيفرة" التي فكت عقدة التعادلات والهزائم التي لاحقت الجزائر خلال آخر 6 مواجهات لها في نهائيات كأس العالم منذ 32 سنة، -آخر فوز للمنتخب الوطني يعود إلى سنة 1982 أمام الشيلي-، فالفوز الباهر الذي حققته كتيبة حاليلوزيتش يعود الفضل فيه بالدرجة الأولى إلى جابو، فالأخير قدم كرة الهدف الثاني من المباراة لحليش عن طريق ركنيته الدائرية والمقوسة كما ينبغي، بالإضافة إلى تسجيله الهدف الثالث الذي حطم آمال الكوريين وحد من خطورتهم على الأقل في المرحلة الأولى من اللقاء، ناهيك عن فنياته وتمريراته الرائعة التي صنعت الفارق في العديد من اللقطات.. وبلا شك فإن جابو يكون قد أحرج فعلا المدرب حاليلوزيتش، الذي يبقى ملزما بالاعتراف بخطئه وتحية ومدح "ميسي العرب". حاليلوزيتش عانقه بشدة وبكى بعد تسجيله للهدف الثالث المدرب حاليلوزيتش الذي كثيرا ما كان ينتقد عبد المومن جابو حتى وصل به الأمر إلى وصفه بلاعب 10 دقائق، بكى بحرقة أمس، وهو يعانق لاعبه بحرارة ، بعد الهدف الثالث والأول لجابو.. دموع حاليلوزيتش هي بلا شك دموع الفرحة والحزن.. الفرحة لتسجيل الهدف الثالث وانتصار المنتخب، أما الحزن فلتصريحاته السابقة والجارحة في حق جابو التي لم تكن في محلها تماما.