ورد علينا الرد التالي من السيد سلمان الغرايري، عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير بتونس ننشره كما هو: ورد في موقعكم وبالتّحديد على الرّابط التّالي (الرّابط) وصف لحزب التّحرير بأنّه متطرّف ويدعو إلى التّباغض والكراهية. وعملا بحقّ الردّ أرجو منكم نشر هذا المقال عندكم ومدّنا بالرّابط حزب التّحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، وغير الإسلام من المبادئ الأخرى كالرأسمالية والشيوعية ومنها الاشتراكية هي مبادئ فاسدة، تتناقض مع فطرة الإنسان، وهي من وضع البشر، وقد بان فسادها، وظهر عوارها وهي تتناقض مع الإسلام وأحكامه، فأخذها حرام وحملها والدعوة إليها حرام، والتكتل على أساسها حرام. لهذا يجب أن يكون تكتل المسلمين على أساس الإسلام وحدة فكرة وطريقة، ويحرم عليهم أن يتكتلوا على أساس رأسمالي أو شيوعي أو اشتراكي، أو قومي أو وطني أو طائفي. يمنع عمل حزب التّحرير في معظم دول العالم بسبب تجلّي مكافحة الاستعمار في أعماله ومصارعة أفكاره لاجتثاث جذوره الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية من سائر بلاد المسلمين، ولتجلّى مقارعة الحكام وكشف خياناتهم للأمة ومؤامراتهم عليها ومحاسبتهم والتغيير عليهم إذا هضموا حقوقها أو قصروا في أداء واجباتهم نحوها أو أهملوا شأناً من شؤونها أو خالفوا أحكام الإسلام. والحزب يهدف إلى إنهاض الأمة النهضة الصحيحة ويسعى إلى أن يعيدها إلى سابق عزّها ومجدها، بحيث تنتزع زمام المبادرة من الدول والأمم والشعوب، وتعود الدولة الأولى في العالم، كما كانت في السابق، تسوسه وفق أحكام الإسلام. وهو يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلّم في كلّ صغيرة وكبيرة، وبالتّدقيق في منهج رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتبيّن أنّه لم يقبل المساومة ولم يقدّم أيّ تنازل. فلم ينتهج عليه الصّلاة والسّلام أسلوب التّفاوض والتّوافق والمهادنة. فلطالما حاول قادة مكّة مساومة النّبيّ صلى الله عليه وسلّم دون جدوى؛ قام عتبة بن ربيعة في نادي قريش وقال: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء، ويكف عنا؟ فقالوا: بلى يا أبا الوليد، قم إليه فكلمه. فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السطّة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها. قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد، أسمع؛ قال: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا؛ وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه أو كما قال له. حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال: فاسمع مني؛ قال: أفعل؛ فقال: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ﴾ ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عليه. فلما سمعها منه عتبة، أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يسمع منه؛ ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها، فسجد ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك. وساوموه عليه الصلاة والسلام في دينه فقالوا نعبد إلهك عاما وتعبد إلهنا عاما فنزل قول الله عزّ وجلّ ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾[سورة الكافرون] بل وصل بهم الحدّ أن طلبوا منه على الأقلّ أن يترك الفقراء من المؤمنين أمثال صهيب الرّوميّ وبلال بن رباح وخبّاب بن الأرت وابن مسعود رضي الله عنهم مقابل أتن يقبلوا الاسلام ويعتنقوه، فأنزل الله تعالى ﴿ واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا ﴾[الكهف:28] أمّا الدّيمقراطيّة وفكرة الدّولة المدنيّة والنّظام الجمهوريّ فهي تسويق غربيّ للدّولة العلمانيّة التّي تفصل الدّين عن الحياة وتقصي الاسلام عن الحكم وهي أفكار سقيمة ومفاهيم مغلوطة من وحي البشر. وقد طُبّقت هذه الأفكار في العالم الإسلاميّ بعد أن تمكّن الاستعمار الغربيّ بالتعاون مع خونة العرب والترك من القضاء على دولة الخلافة، وكان ذلك إثر إعلان المجرم مصطفى كمال إلغاء الخلافة بأمر من بريطانيا ثمناً لتنصيبه رئيساً للجمهورية المدنيّة التركية. وتبع ذلك تجزئة بلاد الإسلام وتمزقتها إلى نحو خمس وخمسين دويلة وهكذا أعطيت لليهود دولة في الأرض المباركة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه.. وأمّا نظام الحكم في الإسلام فهو نظام الخلافة، الذي يُنصَّب فيه خليفة بالبيعة على كتاب الله وسنة رسوله للحكم بما أنزل الله. والأدلة على ذلك كثيرة مستفيضة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.