رغم كل محاولات التصويب وإعادة تعديل بعض السلوكات في المشهد الرياضي إلا أن فئة واسعة من الجماهير الرياضية لا تدين إلا بالتعصب الذي قد يؤدي بها أحيانا إلى تجاوز كل الخطوط الحمراء.. آخر الأحداث التي تشير إلى هذه المعطيات هو ما تعرض له صبيحة أمس متوسط ميدان قوافل قفصة المعار من النادي الإفريقي أشرف الزيتوني من طرف مجموعة كبيرة من أحباء نادي باب سويقة الذين أمطروه سبابا وشتائم طيلة الساعة دون أن يرد اللاعب الفعل.. الزيتوني هاجمه أحباء الأحمر والأصفر الذين كانوا متواجدين في حديقة المرحوم حسان بلخوجة بغرض اقتناء تذاكر الكلاسيكو الذي سيجمع غدا بين الترجي الرياضي والنجم الساحلي وذلك بسبب المناظرة التلفزية التي جرت بينه وبين الحارس معز بن شريفية منذ سنتين وسخر خلالها "زيتا" من احتلال الترجي للمركز السابع في كأس العالم للأندية رغم أن عدد القارات لا يتجاوز الست.. متوسط ميدان القوافل الذي كان بصدد التدرب مع فريقه في حديقة الترجي الرياضي كان عرضة لجميع أنواع الاستفزازات لكنه لم يرد الفعل وهو الأهم لأن الأمر كان يمكن أن يتطور إلى ما لا يحمد عقباه خصوصا أن التعصب بلغ بالبعض إلى التهدم على اللاعب جراء حادثة تدخل سنتها الثالثة.. الجامعة التونسية لكرة القدم جمعت يوم أمس رؤساء الأندية بغرض التوصل إلى حل يقلص من حدة تطور النزعات الجهوية في الملاعب لكن بعيدا عن الحضور المحتشم فإن حادثة أشرف الزيتوني مع جماهير الترجي الرياضي تقيم الدليل أن التعصب متأصل لدى الجماهير الرياضية وبين أبناء الجهة الواحدة وبالتالي فإن الداء المتغلغل لا تصلحه جلسة رئاسوية بقدر ما يتطلب دراسة وإصلاحا من الجذور حتى لا يتواصل سقوطنا في المحظور..