اليوم 17 ديسمبر.. هل نسينا تلك الايام ؟ ان نسيتم لن انسي رفاقا واصدقاء منهم من لا يزال حيا ومنهم من فارقنا شهيدا باذن الله .رحمة الله عليك يا حاج محمد براهمي .لا ازال اتذكر يوم اتصلت بي بالهاتف وقلت لي انزل انا في المقهي المقابل لمنزلك ... يومها تحدثنا بدون مقدمات . كنت اول واحد يحرضني ويقول لي انها الفرصة التاريخية التي لا يجب ان نفرط فيها فلنتواصل مع كل الاخوة في الجهات ولا سيما التي لم تتحرك بعد ومنذ تلك الامسية في المقهي بدات الاتصالات ببعض الاخوة في الحامة في قبلي في كل الجهات . اتذكر تحريضي لابناء الحامة خاصة الاخ المنصف غالي وسي عمار العربي وتحريضهم بان الحامة لا يجب ان تبقي ساكنة ... وانا القومي العربي الذي لم استح في توظيف القبلية؟ قلتها ونقلها عني سي عمار العربي المناضل اليساري الذي ضاق السجون. تفاجأت بالهادي الغيلوفي يقول لي عبر الهاتف سنحمل عارا علينا ان لم تقدم الحامة وبني زيد الشهداء والهمامة والفراشيش يسقطون شهداء. وكان اخي الحاج محمد براهمي لديه قناعة ان لا احد يمكنه فك الحصار غير الجنوب الشرقي وخاصة بني زيد ويذكرني بالتقاء علي بن سديرة والدغباجي وكيف قاد الطاهرلسود والساسي الاسود ثوار الهمامة وكانت اول ملحمة يتوحد فيها القبيلتين .كيف لي ان لا اصدقه وانا من قدم مداخلة في المكناسي بطلب منه 2006 لتحريض الحامة وتحريك المياه الراكدة وكانت مهمة تامين الاطار اوكلها للاخ بدرالدين القمودي عبر احدي الجمعيات. ومنذ تلك الليلة تتالت لقاءاتنا في ذلك المقهي اللعين الذي كرهته ولم اعد ارتاده منذ 25 جويلية 2013 منذ ان اغتالت يد الغدر اخي الحاج محمد البراهمي لعنة الله علي القتلة واحسبك يا محمد شهيدا. اتذكر يوم 12 جانفي حين كان اقصر اتصال منك عندما قلت لي رد بالك الجماعة طلو عليا في اشارة فسرتها لي بعد ذلك بانهم بعثوا لك استدعاء وحين ذهبت لمنطقة اريانة قالوا لك ان ابنتك تحرض التلاميذ في المعهد وهي اشارة لك عبر ابنتك بانك تحت المراقبة. لا ازال اتذكر زياراتك المتكررة ما بين 17ديسمبر و 12 جانفي لبوزيد لللتنسيق مع خالد عواينية وشباب الحراك وتوليك نقل الشباب ليلا بسيارتك اولئك الملثمين الابطال الذي تحدث عنهم بن علي هم ابطال الثورة التي يريد الخونة قطف ثمارها اليوم عبر التضليل وخلايا التجمع والمال الفاسد .انه زمن الردة يا اخي محمد اشعر بالالم لانك لست معنا اليوم واشعر بالفخر بانك شهيد عند ربك باذن الله. اشتاق اليك يا ريتنا معك اليوم بدل ان تتركني وحدي في هذا الزمن الرديء الذي اصبح فيه القوادة قادة والمقاومون تحت التراب او بقتلهم القهر وقلة الحيلة مع شعب خانته الذاكرة وينتخب جلاديه ليعيدهم الي السلطة عبر الانتخابات المدلسة. رحمة الله عليك يا اخي محمد انني اموت في اليوم الف مرة كلما اتذكرك واتذكر الايام الحلوة ونحن ننتظر البوليس لاعتقالنا ولكن دون خوف. رحمة الله عليك يا خير اخ ورفيق وصديق ووساسلم لك علي داده كلما زرتها في سوق الجديد لاشم عنها رائحتك. رحمة الله عليك واللله لن انساك ولن ينام القتلة مادمت حيا اخوك الذي لا ينساك الدكتور الهادي غيلوفي.