أكد رئيس مركز تونس لدراسات الأمن الشامل مختار بن نصر أن المؤشرات العامة للأحداث الجارية في ليبيا سواء على صعيد الحرب الدائرة بين قوات الجيش النظامي وقوات فجر ليبيا في المناطق الغربية المحاذية للحدود التونسية، أو على مستوى توغّل مسلّحي داعش في شرق البلاد، تجعل الوضع متفجرا، وفق تقديره. وأوضح بن نصر، في تصريح لحقائق اون لاين، اليوم الاثنين 16 فيفري 2015، أن اتخاذ الجيش الليبي لقرار القيام بعمليات واسعة النطاق لملاحقة عناصر "فجر ليبيا" المسيطرة على المنطقة الغربية للبلاد والقريبة من معبري ذهيبة وراس جدير، سيجعل من المعركة، التي من المرجح ان تستمر إلى غاية الاسبوع القادم، حاسمة. وتوقع محدثنا، في هذا الإطار، نجاح الجيش الليبي في فرض سيطرته على المنطقة التي يحكم السيطرة عليها في الوقت الحالي عناصر فجر ليبيا والتي كانت قد فرضت رسوما ب60 دينارا على دخول التونسيين إلى الاراضي الليبية، الامر الذي تسبب في اندلاع الازمة التي تعيشها منطقتا ذهيبة وراس جدير من ولايتي تطاوين ومدنين منذ أكثر من أسبوع. أما عن مدى خطورة الوضع في الشرق، وما تمثله العملية الاخيرة لإرهابيي الدولة الاسلامية في ليبيا في حق الأقباط المصريين الذين قاموا بذبحهم أمس، من تهديد للمنطقة عموما ولأمن تونس على وجه الخصوص، فأدا محدثنا في البداية الجريمة البشعة في حق إخواننا المصريين، مشيرا إلى ان التدخل العسكري المصري في ليبيا وتنفيذ المصريين لضربات جوية لمعاقل "داعش" شرقي البلاد من شأنه أن يساعد الجيش الليبي على السيطرة على الاوضاع هناك وإضعاف عناصر التنظيم. وتابع العميد السابق بالجيش الوطني مختار بن نصر قائلا: "وعلى الاقل ان تتم السيطرة على الأمر بمساعدة مصر أفضل من أن يتحقق ذلك بتدخل قوات حلف شمال الاطلسي، خاصة بعدما اعربت إيطاليا عن رغبتها في التدخّل ضدّ داعش في ليبيا.. وهو ما سيؤدي بالبلاد إلى نفس المصير الذي عاشته العراق بسبب التدخل الامريكي فيها.. وأتوقع ان يكون هناك تنسيق بين ليبيا ومصر في المستقبل قبل تدخل قوات حلف شمال الأطلسي". وبالنسبة لتأثير هذا الوضع على تونس وأمنها، خاصة بالتوازي مع حربها ضدّ الارهاب، ثمن بن نصر طاقات عناصر الجيش والامن الوطنيين، مؤكدا قدرتهما على البقاء في حالة استنفار قصوى لحماية الحدود التونسية مع ليبيا والتصدي لأي خطر قد يحدق بالبلاد، حسب تعبيره.