يعقد غدا الجمعة 13 مارس 2015، الثلاثي شفيق الجراية ونبيل القروي ورمزي الطرابلسي، رفقة مجموعة من المحامين، ندوة صحفية على إثر تسريب مجموعة من الوثائق مفادها أن المصالح الفنية لوزارة الداخلية تقوم بالتنصت على مجموعة من رجال الأعمال والمواطنين في تونس. وفي دعوة موجهة إلى جميع الصحفيين التونسيين والأجانب، قيل إن هذه الندوة الصحفية تأتي للتنديد بما وقع في حق الثلاثي المذكور ولكشف العديد من الحقائق والابتزازات التي تعرضوا لها، وفق نص الدعوة. في المقابل تلقت حقائق أون لاين دعوة من حزب حركة نداء تونس لحضور ندوة صحفية للهيئة التأسيسية غدا في نفس النزل وفي نفس التوقيت المقرر لندوة رجل الاعمال شفيق الجراية، ولدى اتصالنا بالملحقة الصحفية لهذه الأخيرة نفت العلاقة بين الندوتين دون توضيح سرّ تزامنهما معا. الأزمة التي شهدها النداء مؤخرا والصراع الحاصل بين شقين صلبه، إضافة إلى ما أثارته مجموعة من الوثائق المسربة لمكالمات جمعت القيادي الليبي المثير للجدل عبد الحكيم بلحاج بكل من رجل الاعمال شفيق الجراية ومدير قناة نسمة نبيل القروي، وغيرها من المكالمات، التي اعتمدها النائب عن حركة نداء تونس وليد جلاد كحجة اتهم من خلالها الثلاثي القروي وبلحاج والجراية، بإثارة المشاكل والبلبلة داخل حزبه لغايات اقليمية، إضافة إلى صمت وزارة الداخلية عن ال12 وثيقة التي تم تسريبها، وعدم تفاعلها مع الخبر بالنفي أو الإيجاب، كل هذه العناصر تطرح العديد من التساؤلات. صحيفة الصباح كانت قد تطرقت في عددها الصادر يوم امس الاربعاء 11 مارس الجاري، إلى هذه الوثائق ونقلت كتابيا بعض ما ورد فيها من معلومات بشأن مكالمات قيل إنها جرت بين شفيق الجراية مع عبد الحكيم بلحاج وجمال السعداوي القيادي بحزب الوطن، وأخرى بين بلحاج ونبيل القروي، تتلخص جميعها حول تحويل أموال من القيادي الليبي الذي أسال الكثير من الحبر في تونس طيلة السنوات الثلاث الأخيرة إلى الجراية والقروي أو عن التنسيق لعقد لقاءات له مع قيادات بالمخابرات العسكرية الجزائرية، إضافة إلى التحكم في الاعلام التونسي لفائدته. وبعد إعلان شفيق الجراية ومن معه على الندوة الصحفية غدا، يتبادر إلى الذهن مباشرة السؤال التالي: "هل ان الغاية من هذا اللقاء الصحفي فعلا إنارة الرأي العام، أم نُظم من اجل إجبار وزارة الداخلية على الطعن في شرعية الوثائق خاصة وانها لم تؤكد صحتها من عدمها إلى غاية اللحظة؟". يُذكر أن المصالح الفنية لوزارة الداخلية لا تستطيع القيام بالتنصت على اي مكالمة دون إذن قضائي، وهي الورقة التي قد يلعب بها المعنيون بعملية التنصت التي جاءت في الوثائق المسربة إن ثبتت أصلا صحة هذه الاخيرة، باعتبارها نُشرت على موقع منتحل لهوية "ويكيليكس" النظمة الدولية التي اشتهرت بنشر الوثائق المسربة من جميع دول العالم.