أعلنت السلطات التونسية، اليوم الأحد 29 مارس 2015، عن مقتل عناصر هامة من كتيبة عقبة بن نافع وعلى رأسهم قائد الكتيبة خالد الشايب الملقب ب"لقمان أبو صخر". وكتيبة عقبة بن نافع هي مجموعة جهادية مسلحة تتحصن منذ نهاية 2012 بجبل الشعانبي من ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود بين تونس والجزائر. وحسب السلطات التونسية، هذه المجموعة التي اختارت لنفسها اسم القائد العسكري المسلم الذي فتح تونس، مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وخططت لإقامة "أول إمارة إسلامية" في شمال أفريقيا في هذا البلد بعد "الثورة" التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وتقول السلطات التونسية إن هذه المجموعة مسؤولة عن الهجوم الذي استهدف متحف باردو في 18 مارس وأسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم 21 سائحا أجنبيا، مع أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنى هذه العملية. وفي سبتمبر 2014 أعلنت كتيبة عقبة بن نافع مبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية" ودعته إلى التحرك خارج سوريا والعراق. وقالت في بيان آنذاك "الأخوة المجاهدون في كتيبة عقبة بن نافع (..) يدعمون بقوة تنظيم "الدولة الإسلامية" ويدعونه إلى التقدم وتجاوز الحدود وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان". وتعتبر المجموعة عناصر الأمن والجيش "طواغيت" وتحرض على قتلهم. وقد زرعت ألغاما في جبل الشعانبي لمنع تقدم قوات الجيش والأمن. وأدى انفجار هذه الألغام إلى مقتل وإصابة عدد من هذه القوات. أبرز عمليات كتيبة عقبة بن نافع في 29 جويلية 2013 قتلت المجموعة مع موعد الإفطار في شهر رمضان في كمين نصبته لدورية للجيش بجبل الشعانبي، ثمانية عسكريين وسرقت أسلحتهم وبدلاتهم العسكرية بعدما ذبحت خمسة منهم في حادثة اهتز لها الرأي العام المحلي وأججت أزمة سياسية حادة في تونس. وفي 16 جويلية 2014 قتل 15 عسكريا في هجوم نفذه عشرات من المسلّحين المحسوبين على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بجبل الشعانبي، وفق السلطات التونسية. وكان الهجوم الأسوأ في تاريخ المؤسسة العسكرية التونسية منذ استقلال البلاد عن فرنسا سنة 1956. ومنتصف جوان 2014 أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لأول مرة، أن المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي تابعون له. وأعلن التنظيم في بيان مسؤوليته عن هجوم استهدف في 28 ماي 2014 منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في مدينة القصرين وأسفر عن مقتل 4 من عناصر الأمن وإصابة اثنين. وبحسب وزير الداخلية السابق علي العريض الأمين العام الحالي لحركة النهضة الإسلامية فإن أغلب عناصر المجموعة ينحدرون من ولاية القصرين "ويشرف على تدريبها ثلاثة جزائريين لهم علاقة مع أمير القاعدة في المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود" واسمه الحقيقي عبد المالك درودكال. وأفاد أن أغلب التونسيين الذين ينتمون إلى المجموعة هم نشطاء في جماعة "أنصار الشريعة بتونس" التي صنفتها تونس والولايات المتحدة تنظيما إرهابيا في 2013. ورغم القصف الجوي المنتظم والعمليات البرية في جبل الشعانبي، لم تتمكن قوات الأمن التونسية والجيش حتى الآن من السيطرة على المسلحين المتحصنين بالجبل. وعزت وزارة الدفاع ذلك إلى وعورة تضاريس الجبل الذي يمتد على مساحة مائة كلم مربع بينها 70 كلم تغطيها الغابات. المصدر: فرانس 24/ أ ف ب