كشفت صحيفة آخر خبر في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 31 مارس 2015 أنّ مخطط استهداف باردو انطلق منذ شهر ديسمبر 2014 عندما التقى ياسين العبيدي أحد المنفذين بمحمد القبلي المكنى ب"نابوليتانو" والمشرف الأول على عملية باردو، ليتحولا اثر ذالك الى ولاية سيدي بوزيد أين مكثا لمدة 6 أيام تمكنا خلالها من تنسيق لقاء مع خالد الشايب المكنى ب"لقمان أبو صخر" قائد كتيبة عقبة ابن نافع، وذلك باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي على اعتبار أنّ الأخير لا يستخدم الهاتف مطلقا. وبيّن الصحيفة أنّه بعد تحديد موعد اللقاء الحاسم انتقل العبيدي والقبلي الى جهة سبيطلة من ولاية القصرين والتقيا "لقمان أبو صخر" الذي أصدر تعليماته باستخدام أحد المعالم السياحية بالعاصمة دون تحديد دقيق للمنشأة تاركا لهم حرية اختيار المكان وفق ما ورد في اعترافات عدد من الموقوفين على خلفية عملية باردو. وأشارت الصحبفة الى أنّ الدعم اللوجستي في عملية هجوم باردو تمثلت بالأساس في توفير فضاءات وعتاد (أسلحة وشرائح هاتف ووسائل نقل) سهلت على الارهابين تنفيذ العملية، لافتة الى أنّ أهم خطوة في الجانب اللوجستي استنادا لبحث ميداني قامت به، هو تمكّن ياسين العبيدي من الحصول على مقر بعيد عن الأنظار في حيّ الزياتين، ليخفي بداخله جملة الأسلحة والذخائر التي بحوزته والتي تمثلت أساسا ففي خمسة قطع كلاشنيكوف ورمانات يدوية وحزام ناسف. وقد أكد مصدر من وزارة الداخلية للصحيفة أنّ المحل كان بالفعل المكان الأساسي لاخفاء الأسلحة قبل العملية، مرجحا أن لا يكون أصحابه على دراية بذلك. وبالتوازي مع محل حيّ الزياتين، يعتبر أحد النزل القديمة الكائن بمنطقة باب الجديد وسط العاصمة، فضاءا مفصليا في عملية باردو حيث كشفت التحريات الأمنية أنّ الارهابيين ياسين العبيدي وجابر الخشناوي كانا قد قضيا ليلتين داخل هذا النزل قبل نحو أسبوع من تنفيذ العملية، ليتبين وجود تقصير أمني في هذه النقطة على اعتبار أنّ ياسين العبيدي كان قد سجل اسمه في السجل الأمني للنزل قبل استلام الغرفة وعددها 117، وهو اجراء أمني معمول به في كل المؤسسات الفندقية من أجل التثبت في هوية النزلاء. وقد تمثل التقصير بحسب الصحيفة في أنّ الجهات الأمنية بمنطقة سيدي البشير لم تقم بمهمات التفقد الاجبارية ما أتاح لياسين وجابر قضاء ليلتهما والمغادرة في أمان وهو السبب الذي انجرّ عنه اقالة رئيس منطقة سيدي البشير. أمّا الفضاء الثالث الذي مرّ به االارهابيون فهو نقطة بيع تابعة لأحد مشغلي الهاتف الجوال بضاحية باردو، حيث ذكرت الصحيفة أنّه بعد التفطن الى مسألة قضاء الارهابيين لليلتين داخل النزل المذكور تمت مداهمة الغرفة، وبتفتيشها تمّ العثور على بطاقة شريحة هاتف جوال ملقاة بسلة المهملات فضلا عن بطاقة انتظار حاملة لرقم 16 لمحل بيع خطوط الهواتف الجوالة الذي تبيّن أنّه في باردو. وأضافت أنّه وببتحول وحدات الأمن الى نقطة البيع المذكورة مع تمام الساعة الثانية صباحا، عمدت الى فحص تسجيلات كميراهات المرقبة ما مكّنها من الحصول على صورة جابر الخشناوي الذي تبيّن أنّه كان داخل ذلك المكان صباح يوم العملية للحصول علي شريحة هاتف جوال. وبمجرّد التعرّف على رقم الشريحة الجديدة والبحث في سجل الاتصالات تسنى للشرطة الفنية التعرّف على عناصر أخرى شاركت في العملية.