يمثل تاريخ غرة أفريل موعدا ينخرط فيه الكثيرون ضمن دعابة "كذبة أفريل أو poisson d'avril" فيكثر نصب الشراك للأصدقاء بهدف الدعابة والضحك.. ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد عرفت الكرة التونسية أحد أكثر الدعابات "سماجة" في مثل هذا اليوم من ثلاث سنوات خلت حيث انتصب مكتب وديع الجريء على رأس جامعة كرة القدم كمشرف أول على كرتنا ليظل هذا التاريخ موعدا نتذكر خلاله أننا أول من خدع بانتخابات شاءت الصدف أن تنعقد في يوم ينذره الكثيرون للكذب.. ثلاث سنوات عشنا خلالها على أمل "كاذب" في تصحيح مسار كرة القدم التونسية وهيكلتها على أسس علمية صحيحة لكن لا شيء تحقق بل أنها ظلت تسير بسرعة جنونية إلى الوراء فازدادت تأخرا وتخلفا ولا أدل عن ذلك من نتائج النخبة الوطنية أمام منتخبات مغمورة من طينة الرأس الأخضر والملاوي والغابون ووصولا إلى غينيا الاستوائية.. منذ أسابيع قيل لنا إن الجامعة لن تعتذر لعيسى حياتو ولا ل"الكاف" عن شبه الهبة التي قام بها وديع الجريء احتجاجا على الصافرة القذرة للحكم الموريسي سيشورن التي أقصت النسور من "الكان" غير أن الأيام أثبتت زيف هذه المزاعم وشاءت الصدف أن تأتي الحقيقة بالتزامن مع يوم يكذب خلاله البعض من باب الدعابة.. البيان الذي نشرته "الكاف" يوم أمس حول الملف التونسي الذي كان محل أنظار لجنة الاستئناف جاء فيه بوضوح أن الجامعة التونسية لكرة القدم قد قدمت اعتذارا رسميا وهو ما أسقط العقوبات عن نسور قرطاج وبالتالي يلوح بتجلّ أن الجامعة اعتذرت لتتخلص من أزمة خلاف وديع الجريء وعيسى حياتو.. صحيح أنه ليس رئيس الجامعة من قدم الاعتذار (وهو أمر نشك فيه في غياب الدليل) وأن نائبه ماهر السنوسي هو من قام بالأمر إلا أن الثابت أن تونس التي هضم حقها قد تقدمت باعتذار عن احتجاجها وهنا قد يصدق المتنبي في قوله "من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام".. رأس الجريء كان مطلوبا منذ سنته الأولى والجميع يذكر خلافه مع وزير الشباب والرياضة الأسبق طارق ذياب وكل ما تلا ذلك من دعوات لرحيله مع كل نكسة للنسور (وما أكثرها في عهده) غير أن ظل صامدا في منصبه غير عابئ بكل ما يحدث حوله لكن في المناسبة الوحيدة التي اصطف الكثيرون إلى جانبه دعما لموقفه الرافض للاعتذار خلى بهم وضرب فروض الولاء لعيسى حياتو ضاربا عرض الحائط بكل المواقف المساندة له.. من كان له رجاء في أن يرى إصلاحا في السنة المتبقية من حكم المكتب الحالي فهو فعلا قد وقع في فخ "أكذوبة أفريل" أما من يأمل في نهاية سريعة ودون مضار لهذه السنة فهو أيضا ضحية نفس الفخ.. اليوم لن نجرب خدعة " poisson d'avril" فقد اختبرناها منذ ثلاث سنوات لكن كم نأمل فعلا لو أن انتخابات 2012 كانت فعلا "أكذوبة أفريل" لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه..