كشفت التحقيقات الأمنية والقضائية مع عناصر إرهابية تمّ القبض عليها، وكانت تتخذ من جبال جهات الشمال الغربي ملجأ لها، عن معلومات خطيرة تهم تحركاتها وخططها الارهابية. وأفاد مراسل حقائق أون لاين بالجهة بأن التحقيقات بيّنت ان هذه المجموعة تمكنت من استقطاب عدد هام من شباب جهات الشمال الغربي في اطار الدعم اللوجستي لهم. ومن بين هؤلاء الشباب عدد من طلبة خاصة الكليات والمعاهد العليا مرجع اشراف جامعة جندوبة والذي ساهموا في دعم هذه المجموعات بالنقل المباشر للمعلومات وتزويدهم بالمؤونة من ذلك ما صرّح به أحد طلبة احدى الكليات بجندوبة خلال التحقيقات، والذي أفاد أنه كان من بين المترددين على جامع الحوايلية بجندوبة الشمالية. وهناك تعرّف على عدد من المتشددين الدينيين الذين أقنعوه بفكرة التحوّل الى سوريا لما يسمّى ["الجهاد"، لتواصل مجموعات أخرى وعبر الشبكة العنكبوتية من اقناعه بهذه الفكرة التي ترسخت لديه منذ أوائل سنة 2012. وقد سعى شخص اسمه لطفي لمساعدته على تحقيق مبتغاه عبر اللقاء به بباب الجزيرة بالعاصمة لتتواصل الاتصالات الهاتفية بينهما عبر محل عمومي للاتصالات لأسباب أمنية. كما التقى به مجددا بعد أسبوعين بجامع الفتح بالعاصمة. وتم خلال اللقاء التطرق الى تعرض مجموعة ارهابية متمركزة بجبال جندوبة الى المحاصرة والخناق الامني مما عرّضهم لتأثيرات البرد القاسي شتاء. ومن بين عناصر هذه المجموعة شاب اسمه محمد بن مختار بن ابراهيم الفرشيشي الشهير ب"كالوتشا"وهو من مواليد 1974 بوادي مليز ويقطن حاليا بحي ابن سينا بجندوبة. يذكر أن هذا الشخص تعلّقت به منذ ما قبل الثورة عديد القضايا الاجرامية المدنية تسببت في دخوله السجن في أكثر من مناسبة كما قدّم لطفي مبلغ 400 دينار لتسليمها لاحد عناصر هذه المجموعة وهو الشاب خير الدين بن عبد السلام بن محمد الامين برهومي الشهير ب"فخري"وهو من مواليد سنة 1993 بجندوبة وقاطن بحي الهادي بلحسين بجندوبة الشمالية. وقد أوصل الطالب المذكور الامانة المالية لصاحبها. ويضيف هذا الطالب في بحثه أنه التقى الشاب فخري والذي عرفه ببقية المجموعة الارهابية المرابظة بالجبل. وذات مرة تحول معهم الى مدينة بوسالم ثم الى مدينة جندوبة حيث قاموا بشراء مواد غذائية وبالوصول الى غابة كثيفة الأشجار طلبوا من السائق التوقف ثم توغلوا داخل الغابة ليلتقوا عدد 3 أشخاص حاملين لأسلحة نوع كلاشنكوف ومن بينهم أميرهم جزائري الجنسية. ثم تحولوا إثر ذلك الى احد الجبال بالكاف للإلتحاق بمجموعة ارهابية أخرى متمركزة هناك وتحديدا بجبل بمنطقة الطويرف كما جاء في التحقيقات الامنية والقضائية مع عدد من المقبوض عليهم من هذه العناصر الارهابية. واعترف أحدهم أنه شارك في هجومات ارهابية مضيفا ان المدعو مكرم المولهي اتصل به وطلب منه مساعدته على تهريب شخصين محل تفتيش عبر الحدود الجزائرية من جهة فرنانة مؤكدا انه قام بكراء سيارة للغرض وقام بالتحول نحو المنطقة ليتفاجأ بوجود سيارة امنية أمامه فاضطر الى التخفيض في السرعة وفي الاثناء فوجئ بالشخصين اللذين كانا معه يفتحان الباب وينزلان بسرعة في اتجاه احد المنحدرات ويفران من هناك. ومن جهة أخرى صرّح أحد المقبوض عليهم خلال التحقيقات أن المدعو مكرم المولهي سعى الى تهريب 6 عناصر من القيادات الارهابية الجزائرية من بينهم شخص يكنى ب"الشيخ" عبر المنطقة الحدودية بحمام بورقيبة عن طريق 3 سيارات، إلا ان إحداها تم ايقافها وحجزها محملة بأسلحة نارية وذخيرة. وكان المتحدث قد قام بايصال الاكل الى المجموعة المذكورة قبل محاولة تهريبها وأخفى خلال القبض على احدى السيارات سالفة الذكر حقيبة سلّمها له مكرم المولهي تحت شجرة زيتون قرب وادي البربر بحمام بورقيبة من معتمدية عين دراهم بولاية جندوبة. كما أكّد المقبوض عليهم خلال الابحاث المذكورة في أغلبهم أن ملتقى أنصار الشريعة الذي عقد بالقيروان كان الشرارة الاولى للتعارف بين هذه المجموعة المتشددة دينيا والتي انخرطت في ما بعد ضمن مجموعات ارهابية من ذلك ما ذكره أحدهم من أنه تعرف على الارهابي مكرم المولهي خلال هذا الملتقى لتتوطد العلاقة بينهم وأنه قام باخفائه ببيته خلال عملية التفتيش عليه إثر أحداث العبدلية. كما طلب منه مكرم المولهي مساعدته على اجتياز الحدود نحو الجزائر رفقة 6 أشخاص اخرين من المفتش عنهم من بينهم ابن جندوبة الشهير ب"كالوتشا"وهو عضو تابع لتنظيم القاعدة وكان يرتدي خلال عملية تهريبه"قشبية"ويحمل سلاحا وهو أحد عناصر خلية جبل الطويرف بالكاف التابعة لتنظيم أنصار الشريعة المحظور. ومن بين عناصر هذه الخلية من تحوّل الى ليبيا لتلقي تدريبات عسكرية وجلب الأسلحة وآخرون قدموا الدعم اللوجستي لبقية عناصر هذه الخلية والتي يتزعمها المتهم أحمد بن أحمد بكار المعروف بكنية "أنس" وهو جزائري الجنسية. وتضم هذه الخلية بعض القيادات على غرار مكرم المولهي ومراد بن محمود الجلاصي ووائل الوسلاتي وراغب الحناشي الذي توفي مقتول على يد الامن التونسي بحي عزيّز يجندوبة الشمالية على مقربة من منزل والديه ليواصل أخوه علاء بن سمير الحناشي التحرك ضمن هذه الخلية الارهابية المتنقلة بين جبال لحيرش والطويرف وورغى أي بين جندوبةوالكاف. كما بينت الابحاث مع عدد من المقبوض عليهم ضمن العملية الارهابية بمنطقة الفوازعية بمعتمدية فرنانة أن عناصر هذه المجموعة التي تنتمي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي تلقت تدريبا بالمعسكرات الليبية ومن بين عناصرها عون أمن سابق اسمه جمال الماجري وهو المشرف بتكليف من سيف الله بن حسين المعروف ب"أبو عياض" بمعية مكرم المولهي على ما يعرف تنظيم أنصار الشريعة بالكافوجندوبة وهو مورط الى جانب عز الدين عبد اللاوي القيادي بتنظيم أنصار الشريعة المحظور في قضية أحداث فرنانة. وهذا الاخير كان قد تلقى بدوره تدريبا عسكريا بمنطقة درنة الليبية بمعية كمال القضقاضي ولطفي الزين وأبو بكر الحكيم وأشرف على تدريبهم أحمد الرويسي ودرّب عبد اللاوي بدوره مجموعة من الشبان التونسيين، وبايع أبو عياض وأصبح عنصرا بارزا في التنظيم. كما كشفت الأبحاث أن عبد الرؤوف الطالبي "طبيب ينتمي لتنظيم ما يعرف بأنصار الشريعة" تحوّل إلى منطقة جبال الطّويرف والتقى بالجماعة المسلحة ونقل رسائل مشفرة من أمير الجماعة أحمد بن أحمد بكار المكنى ب"أنس" وسلمها إلى المتهم محمد العوادي. كما تمّ الكشف أيضا أنّه تلقّى تدريبات عسكريّة بليبيا لينفذ فيما بعد عمليات إرهابية بتونس. يشار الى أنه خلال القبض عليه أكد المتهم جمال الماجري المكلف بالاشراف على تنظيم انصار الشريعة في ولايتي جندوبة و الكاف والموقوف على ذمة قضية احداث فرنانة الارهابية ان سيف الله بن حسين “ابو عياض” زعيم تنظيم انصار الشريعة المحظور طلب منه التحول الى ليبيا ليجلب مبلغ 80 الف دينار تونسي من المدعو"ابو احمد" وهو ليبي من قادة تنظيم القاعدة بليبيا وهناك التقى بمعسكر "درنة"ب4 عناصر تونسية وهم "زكريا" و"عز الدين" و"عبد المعز" و"ابو احمد " ثم إثر عودته من هذه المهمة كلفه "أبو عياض"الى جانب مكرم المولهي بالإشراف على تنظيم انصار الشريعة بولايتي الكافوجندوبة.