أظهرت العلميات التي يتبناها تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا بروز العديد من المقاتلين التونسيين الذين نفذوا عدة عمليات انتحارية وتفجيرات تطال مناطق قوات الجيش الليبي، كمؤشر على مدى توغل التونسيين في صفوف التنظيم المسلح داخل الأراضي الليبية، وذلك رغم إعلان القوات التونسية النفير العام على الحدود بين البلدين لمنع عبور المقاتلين والشباب للانضمام لصفوف التنظيمات المسلحة في ليبيا. وفي أحدث ظهور للمقاتلين التونسيين في ليبيا، تبنى تنظيم داعش أمس الأحد التفجير الانتحاري الذي استهدف بوابة الدافنية غرب مصراتة عن طريق انتحاري يدعى «أبووهيب التونسي»، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين. ونشر التنظيم صورة لشخص في مقتبل العمر وهو يمسك ببندقية كلاشينكوف، وقال في بيانه: «فليعلم مرتدو فجر ليبيا أتباع ليون أن وراءهم حربًا مجلية تطهر الأرض من رجسهم، إلا إن تابوا من كفرهم وعادوا إلى دينهم». ونشرت حسابات تابعة لما يُعرف ب«ولاية برقة» التابع لتنظيم «داعش»، الاثنين الماضي، صورًا لقتلى التنظيم من جنسيات عربية مختلفة أطلق عليه «شهداء على ثرى برقة»، من بينهم التونسيان «الزبير التونسي، وقسورة التونسي». وبحسب ما أوردته بوابة الوسط الليبية، فقد اعتقلت قوات الجيش الليبي، بداية شهر ماي الماضي، «إرهابيين اثنين» من جنسيتين أجنبيتين، تابعين لتنظيم «داعش» في محور عمرو بن العاص وسط بنغازي، أحدهما تونسي الجنسية. وأعلنت تونس في أكثر من مناسبة أنها فككت شبكات لنقل الشباب التونسي للقتال في ليبيا في صفوف التنظيمات المتشددة، بينما اعتلقت العشرات وعززت انتشارها العسكري على الحدود مع ليبيا. وذكرت وزارة الداخلية التونسية أنها اعتقلت عشرات الشباب الذين حاولوا التسلل إلى ليبيا للقتال بجوار التنيظمات المتشددة بالتنسيق مع «عناصر إرهابية تونسية خطيرة ناشطة على الساحة الليبية تشرف على معسكرات تدريب بمعية نظراء لها من جنسيات مختلفة».