يبدو أن اللعب في أولمبي سوسة ومنافسة النجم الرياضي الساحلي على نتائج المباريات سيستحيل إلى معجزة هذا الموسم في ظل الظروف الحالية التي باتت تدار فيها المقابلات.. فعلاوة عن وجود الجزائري بغداد بونجاح الذي لا يقيم أية قيمة لأصول الضيافة فتجده غازيا لشباك المنافسين هناك أيضا المدافع عمار الجمل الذي لا يراعي أيضا أية نواميس أخلاقية تصحبه في ذلك جوقة من نفس طينته.. غير أن البون شاسع بن بونجاح والجمل فالجزائري يبقى لاعبا فوق العادة وأهدافه في شباك كل الخصوم وخاصة الكبار منهم تشفع له بعض زلاته التي لا نباركها بقدر ما أنها لا تعمي أعيننا عن تثمين جهود لاعب سيسجل التاريخ أنه أحد أفضل الأجانب الذين مروا ببطولتنا.. وإذا كان بغداد عاصمة للأناقة الكروية فإن الجمل عاصمة بدوره ولكن لأشياء أخرى أبرزها السلوك المشين وعدم احترام الخصوم.. آخر سقطات مدافع النجم الساحلي الذي حمل مساء أمس شارة القيادة سمح لفسه بالاعتداء على عون أمن أثناء مباشرته لعمله دون اي شعور بالمسؤولية حيث يؤكد نقابيون أمنيون من مدينة سوسة أن أحد أحباء ليتوال نزل إلى الملعب فقام أحد زملائهم بمنعه إلا أن الجمل كان له رأي آخر حيث تدخل واعتدى بالضرب على العون وقام بجره وتمزيق الزي الرسمي الذي كان يرتديه.. ويبدو أن مدافع ليتوال يحظى بالحصانة التي تخول له أن يؤتي ما يشاء ناهيك أنه غادر الملعب دون أن يعترض سبيله أحد وكأن العون المعتدى عليه أقل قيمة من مدافع النجم.. حصانة الجمل تبدو متينة وهو الذي لم يستجب للاستدعاء الذي وجه إليه في القضية التي رفعت ضده من قبل النادي الإفريقي مما جعله يتغيب عن الحضور أمام أنظار الباحث الأمني كما يقتضي الأمر لكافة التونسيين.. وبين حادثة الاعتداء على الأمني وما سبقها من تجاوزات يواصل مدافع فريق جوهرة الساحل سقوطه الأخلاقي والقيمي فيما يبدو أن هيئة رضا شرف الدين تبارك ما يفعله بدليل تمكينه من شارة قيادة الفريق ليرتقي إلى صف الكبار من الذين ارتدوا تلك الشارة على غرار عثمان جنيح أو زبير بية أو مجيد الشتالي وغيرهم.. من جهة أخرى وبعيدا عن نزوات عمار الجمل المباركة من هيئة النجم الساحلي ومسؤوليه الحاليين جدت حادثة غريبة مساء أمس في أولمبي سوسة تمثلت في محاولة الاعتداء على حجرات ملابس الترجي الرياضي وهو ما أربك لاعبي ومسؤولي نادي باب سويقة.. بعض من تحدثنا إليهم صباح اليوم حول ما جد في أولمبي سوسة أكدوا لنا أنه من حسن حظ الترجي الرياضي أنه انهزم خلال مباراة هي في الأصل شكلية وإلا ما كان الفريق ليعود سالما إلى العاصمة؟ الترجي الرياضي الذي مكن النجم الساحلي من مشاركته الطائرة في الموسم الفارط خلال رحلة إفريقيا مشتركة إلى تنزانيا والسودان حينما عجز ليتوال عن توفيرها وقعت مجازاته بفاصل مرعب في سوسة وهو ما حز في أنفس الكثيرين من المكشخين.. الموسم الجديد انطلق وملعب أولمبي سوسة سيكون حاضنة لعدة مقابلات هامة مع جاهزية الإفريقي وعودة الترجي الرياضي القريبة إلى عنفوانه وبالتالي على المشرفين على الكرة في تونس أن يبدؤوا التفكير في سبل لسبر أغوار هذا الملعب الذي كان في السنة الماضية شاهدا على تعنيف حكام وتهديد آخرين كما حدث مع سليم الجديدي ووليد الجريدي وغيرهما دون الحديث عن التجاوزات مع المنافسين..