أن تنهزم في مباراة دربي فقد لا يكون ذلك نهاية العالم خصوصا أن كل المواجهات السابقة رشح لها فريق وانتصر فيها آخر وهو الحال في اللقاء الذي جمع أمس بين النادي الإفريقي والترجي الرياضي حيث انطلق الأفارقة بأفضلية نوعية لكن النتيجة آلت إلى جارهم في النهاية.. العودة إلى أسباب الهزيمة وتحديد المسؤوليات قد يكون أفضل بعد مرور بعض سويعات ينتهي بعدها الحكم بالتعصب ويحل محل النقد العقلاني.. الإفريقي لم يكن سيئا للغاية والترجي لم يكن الأفضل ولكن من آمن بقدرته على الفوز أكثر ومن هيئت له الظروف للنجاح هو من خرج بالنقاط الثلاث للقاء.. مباراة الأمس لن تؤثر كثيرا على الإفريقي رغم التغييرات القادمة على مستوى الإطار الفني فمن حسن حظ الجميع أن الفترة القادمة ستشهد توقف نشاط البطولة كما أن أول مواجهة قوية ستكون بعد نحو 7 أسابيع وتحديدا يوم 3 ديسمبر ضد النجم الساحلي وهي مباراة سيدخلها الأحمر والأبيض بقوة أكبر بعد عودة الركائز.. مليارات في البحر أنفق الإفريقي بين انتداب الحارس فاروق بن مصطفى والظهير الأيسر ياسين الميكاري وما يتقاضيانه نحو 4 مليارات لكن كلاهما ظلت إضافته منعدمة وخسر الفريق جراء أخطائهما المتكررة نقاطا هامة وكاد يضيع البطولة في نهاية الموسم الماضي من خطأ مشترك بينهما خلال عملية تسجيل شاكر الرقيعي لهدف التعادل في آخر مقابلة من الموسم الماضي أمام الترجي الجرجيسي.. الميكاري تحصل على ورقة حمراء بعد لمسه كرة باليد وهي لقطة لا يمكن أن يؤتيها لاعب هاو فما بالك بياسين الميكاري الذي بلغ من العمر عتيا بعد أن راكم تجارب احترافية ضخمة.. إقصاء الميكاري جعل الدفاع يتربك وحرم الفريق من لاعب على الملعب في وقت حساس فكان الهدف الأول الذي أشر لنهاية اللقاء.. أما بن مصطفى فلا يمكن أن تجد له إضافة على امتداد موسمين خلال المقابلات الكبرى وهو صفقة خيبت الآمال دون شك رغم أننا كنا من بين الذين باركوها نظرا لما كان يقدمه في النادي البنزرتي.. انتدابات لم تظهر تحمل سليم الرياحي بنفسه مهمة القيام بالتعاقدات فجلب 9 لاعبين بالتمام والكمال دون الحديث عن تجديد العقود.. انتدابات لم يظهر منها يوم أمس سوى توزغار ووسام يحيى وعبد القادر الوسلاتي بين قائمة 18 لاعبا وهو ما طرح عدة نقاط استفهام.. الإفريقي أضاع الميركاتو الصيفي فتأخر في العودة إلى التمارين الأمر الذي كلفه خسارة لقاء الكلاسيكو أمام النجم الرياضي الساحلي في سباق كاس تونس وأدى إلى ظهوره بوجه شاحب كاس شمال إفريقيا.. ومع عودة البطولة لم يكن الإفريقي قادرا على الاستنجاد بلاعبيه الجدد الأمر الذي ساهم في إضعاف الفريق بالتوازي مع الإصابات التي يعاني منها والغربلة التي أدت إلى رحيل بعض الأسماء في مقدمتها زهير الذوادي.. غيابات الإفريقي وتعزيزات الترجي ما خدم مصلحة الترجي في دربي العاصمة يوم أمس هو ثراء رصيده البشري وتعدد خياراته على بنك الاحتياط بخلاف النادي الإفريقي الذي لم يملك حلولا كافية.. صحيح أن الحظ لعب دورا بارزا في تحديد النتيجة النهائية غير أن الفارق حددته الغيابات في الإفريقي وتعزيزات الترجي.. الإفريقي خسر خطه الخلفي بالكامل تقريبا فغياب العقربي والحدادي وسيف تقا ووليد الذوادي وكوليبالي قبل أن يلتحق بهم بلقروي وبن دحنوس ليس أمرا سهل التعويض.. الأفارقة افتقدوا جهود 7 مدافعين وفي اعتقادنا ليس أي فريق بمقدوره تعويض هذه الغيابات.. من جهته تمتع الترجي الرياضي بتعزيزات هامة جعلته يغير من أسلوبه ويضيف بعض عوامل القوة إلى المجموعة أثناء اللعب بدليل قدرة تغييراته على إحداث الفارق كما حدث مع الرجايبي والمحيرصي.. السويح هزم سانشاز فشل عمار السويح في قراءة دربي العاصمة والدليل أن فريقه عانى في الفترة الأولى وكان من السهل أن يغادر اللقاء منهزما لولا أنانية صابر خليفة وبراعة بن شريفية في التصدي لتسديدة توزغار على بعد 3 أمتار من المرمى.. السويح أسعفه الحظ في إنهاء الفترة الأولى متعادلا فعرف كيف يستغل فترة الاستراحة لتصحيح أخطائه التي كان أهمها تعويله على المالي سيسوكو فزج بالرجايبي الذي أحدث حيوية على الرواق الهجومي للترجي وخاصة حرر بن يوسف من الرقابة وترك له المجال ليتنفس قليلا بعد أن خاض شوطا أول بنسق قوي بدنيا.. أما دانيال سانشاز فقد خسر الفرصة في شوط المدربين وأكد إفلاسه من خلال تأخر قيامه بالتغييرات وأيضا باختياره للأسماء التي دخلت أو غادرت الملعب.. الهذلي ظلمه الفرنسي وتعسف عليه وسيف الجزيري كان يجب أن يدخل مبكرا عوضا عن المنياوي رغم أن مصدرا من الإطار الفني أكد لنا أن هذا التغيير كان سيحدث فعلا لولا أن البطاقة الحمراء قلبت المعطيات.. علامات مضيئة رغم أنه لم يقم بالتحضيرات اللازمة ولم يخض اللقاءات الودية إلا أن علاء البوسليمي قدم المطلوب منه على الشكل الأمثل خصوصا في الفترة التي اعتمد فيها كلاعب محوري.. البوسليمي قوي في الصراعات الثنائية ويحسن التعامل مع الكرات الفضائية وقد عانى منه ياسين الخنيسي في سهرة الأمس.. من جهته يوهان توزغار سيكون له الشأن الكبير هذا الموسم مع العودة التدريجية للمصابين وغير الجاهزين بدنيا.. عائدون بالجملة مع شهر ديسمبر ستكون مجموعة الإفريقي هي الأفضل محليا ودون مبالغة حيث ستستعيد المجموعة خدمات كل المصابين بشكل تدريجي حيث سيعود الحدادي والعقربي وتقا وكوليبالي والذوادي ومع شهر جانفي سيكون جابو النويوي جاهزين أيضا.. وقبل ذلك سيكون بلقروي وناطر وبلعيد والشنيحي والدخيلي وغيرهم مؤهلين للمشاركة في المقابلات وهي تعزيزات هامة للمجموعة دون شك ستجعل من الإفريقي فريقا آخر دون شك..