قرر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، عقد مؤتمر وطني حول الشباب في الربيع القادم، "بهدف وضع الاستراتيجيات والآليات التي من شأنها رفع الحيف عنهم وإدماجهم في بلدهم"، حسب تعبيره. وقال قائد السبسي، في كلمته التي ألقاها الخميس، خلال موكب انتظم بقصر الرئاسة بقرطاج، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة للثورة "يجب وقاية الشباب من هبوب الرياح التي تعصف بقواربهم في البحر، ومن اليأس الذي يعرضهم الى التلاعب بعقولهم وغسل أدمغتهم، والإلقاء بهم في ساحات المعارك، أين يتعلمون فنون الموت والإجرام عوض الإقبال على الحياة والمساهمة في بناء تونس الجديدة ". كما أعلن عن قراره تكوين لجنة من المختصين لمراجعة النصوص القانونية، وفي مقدمتها المجلة الجزائية، حتى تنسجم مع الروح التحررية التي ميزت الدستور الجديد، الى جانب إلغاء كل القوانين الزجرية التي لم تعد تتلاءم مع العصر. وأوصي بالتفكير في آليات فعالة لمقاومة كافة اشكال العنصرية والتمييز على أساس المذهب والعرق ولون البشرة، لاسيما وأن تونس تحيي يوم 23 جانفي الجاري الذكرى 170 لإلغاء الرق والعبودية. من جهة أخرى، دعا رئيس الجمهورية الى مساندة الحكومة قائلا " لقد استفادت الحكومة من التجربة التي راكمتها في سنتها الأولى، وأعادت تنظيم صفوفها من خلال التحوير الوزاري الأخير، وهي تستحق مساندة أحزاب الأغلبية البرلمانية والمنظمات الوطنية، كما تحتاج الى دعم الشعب، حتى تواجه التحديات وتحقق النجاحات المطلوبة ". وأكد العزم على استكمال بناء ما وصفه ب "الصرح الديمقراطي "، ومواصلة تشييد دولة المؤسسات والمواطنة الحرة، عبر تفعيل الهيئات الدستورية التي تم إقرارها، وتعزيز الحريات الفردية، معربا عن الامل في أن تكون سنة 2016 "سنة الجرأة في الإصلاح والسرعة في التنفيذ.. وسنة الأمل والعمل ". وذكر بأنه في إطار الوفاء بتعهداته الانتخابية، تم تقديم مشروع قانون يلغي القانون عدد 52 المؤرخ في 18 ماي 1992 المتعلق بالمواد المخدرة، وتعويضه بمشروع قانون جديد في اطار ملاءمة التشريع التونسي مع الاتفاقيات المصادق عليها، ومع احكام الدستور الجديد. وأوضح أن مشروع القانون، يهدف الى الاصلاح والتدرج في العقوبات، والعلاج من الإدمان، ومنح الشاب الذي يقترف الخطأ لاول مرة، فرصة التدارك للرجوع الى الطريق القويم. ودعا قائد السبسي الأطراف الاجتماعية، الى التعاقد فيما بينها على أسس وفاقية صلبة قائلا "لقد عملت شخصيا على دعوة الاطراف الاجتماعية الى الحوار والتوافق، حتى تبني العقد الاجتماعي على قاعدة تلبية المطالب المشروعة مع ترشيدها.. وسنواصل دعم هذا التوجه الوفاقي لأنه أثبت سلامته وجدواه، وبه توصلنا الى حل المعضلات السياسية الكبرى، وحظينا بتقدير العالم وتكريمه ". وأكد في جانب آخر من كلمته، أن المعركة ضد الارهاب لازالت طويلة، وتتطلب التحلي باليقظة الدائمة ورص الصفوف، وحشد الطاقات والإمكانيات والصداقات، لاجتثاث هذه الظاهرة الخبيثة من جذورها، داعيا جميع القوى الحية الى التمسك بالأمل، ورفع وتيرة العمل، والإسراع في سن القوانين، والقيام بالإصلاحات الضرورية، من اجل تحقيق التقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي المنشودين، لا سيما عبر تشغيل الشباب والنهوض بالجهات الداخلية. وقد حضر الموكب بالخصوص، أعضاء الحكومة يتقدمهم رئيس الحكومة الحبيب الصيد، ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر وعدد من النواب، الى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في تونس، ورؤساء الاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والدولية، وعدد من الشخصيات الوطنية. وكان الموكب قد انطلق صباح اليوم بالساحة الشرفية لقصر الرئاسة بقرطاج، حيث تولى رئيس الجمهورية تحية العلم على أنغام النشيد الوطني، واستعرض تشكيلة شرفية من الحرس الوطني أدت له التحية، وذلك بحضور رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الحكومة. المصدر: وات