قامت حقائق اون لاين ليلة امس بزيارة اعوان الامن الذين اصيبوا في انفجار الغام ارضية بجبل الشعانبي بولاية القصرين. و قد التقينا عون الامن بسام بالحاج يحي الذي بترت ساقه بعد انفجار لغم ارضي بالجبل . وبالرغم من رفضه في البداية الحديث معنا لعدم ثقته في وسائل الاعلام الا انه سرعان ما تراجع وخير الحديث لإيصال صوته الى جميع التونسيين. بسام اكد لحقائق اون لاين انه كان يوم الحادثة رفقة زملائه بصدد تمشيط الجبل مشيرا الى انهم كانوا على علم بصفة مسبقة بان تلك المنطقة ملغمة وان امكانية اصابتهم في اي لحظة امر وارد الا ان اصرارهم على الدخول للجبل كان اكبر من حجم خوفهم. واضاف محدثنا قائلا:"الحمد لله . حتى وان تضررنا واصبنا في الجبل فهذا احسن بكثير من ان يتضرر اي تونسي داخل مناطق العمران او في احد المراكز التجارية لا قدر الله خاصة وان هؤلاء الناس الذين نحن بصدد محاربتهم في الجبل لهم عقيدة وايديولوجية خطيرة و يمكن ان يلحقوا ضررا كبيرا بوطننا ". وتوجه عون الامن بسام بالحاج يحي برسالة الى جميع المواطنين ينهاهم فيها عن التعاون مع تلك المجموعات بالجبل مؤكدا ان بعض المواطنين يتعاطفون معهم ويعينونهم وهو الشيء الذي يعتبر انه يضر بتونس وامنها. كما اوضح ان ما عاينه بالمنطقة التي اصيب بها صدمه وذلك بسبب حجم الخطر الذي اصبح يهدد امن تونس خاصة وان تلك المجموعات تمكنت من التمركز داخل قرية صغيرة بالجبل والسيطرة عليها كليا الى درجة بناء "عشش" بها واماكن للتدريب مجهزة بمعدات تدل على ان هناك اشخاصا يتعاملون معهم ويسلمونهم التجهيزات كما اكد ان هؤلاء يصعب محاربتهم خاصة وانهم قضوا اكثر من شهرين يعيشون بالجبل وبالتالي اصبح التعامل معهم صعبا. وعبر بسام عن عدم ندمه على التضحية التي قدمها في سبيل تونس خاصة وانه يحب عمله كرجل امن كما اكد انه مستعد للعودة الى الجبل والقتال من اجل امن الوطن. و واصل قائلا "نحن نعمل ونضحي في سبيل راية الوطن الحمراء والتي ارادوا تعويضها براية سوداء ..و نحن نضحي دون اي مقابل او خلفيات وهي تضحية في الواقع لا تمثل شيئا في سبيل وطننا العزيز". وعن التجهيزات ذكر محدثنا انه حتى وان توفر جهاز لكشف الالغام فهذا لا يعني بالضرورة ان الاعوان بمأمن لان تلك الجماعات المسلحة يمكن ان تهاجمهم بالاسلحة في اي لحظة مذكرا انه اقدم على الخطر وليس نادما على تضحيته بساقه. و وجه بسام رسالة الى المجموعات المسلحة بالجبل قائلا لهم "ربي يهديكم… وستحاسبون عند الله لانكم تضرون بتونس وامنها في سبيل خلافة هي في اذهانكم فقط". واعتبر مخاطبنا ان هذه المرحلة تتطلب من كل مواطن تونسي التساؤل عما يمكن تقديمه الى تونس مشددا على ان اعوان الامن لن يجبروا التونسيين على محبتهم لانه على يقين بانهم سيقتنعون في يوم بما يقدمه الامنيون من تضحيات في سبيل تونس وفي سبيل امنهم. حقائق اون لاين التقت أيضا والد احد المصابين والمدعو ماهر نصير, عون بالحرس الوطني , و قد اكد لنا ان ابنه اصيب باضرار على مستوى العينين في الانفجار الذي شهده جبل الشعانبي امس. وذكر انه سيتم نقل ابنه الى المستشفى العسكري بتونس اليوم الاربعاء 1 ماي 2013 مشيرا الى ان ابنه كان في مهمة في اطار عمله واعتبر ان ما حصل لابنه هو نتيجة الانحلال والاستهتار بالامنيين وتجاهل مطالبهم و جعلهم لا يوفرون حتى الادوية لابنه مؤكدا انه فور وصوله اقتنى الادوية على حسابه الخاص. واعتبر ان رجل الامن في تونس والذي هو مكلف بحماية المواطنين غير محمي البتة.كما طالب محدثنا من الحكومة بضرورة حماية حقوق جميع الامنيين مؤكدا ان اساس هذه الثورة هو تحقيق العدل. من جهته اكد شكري حمادة الناطق الرسمي باسم النقابة الوطنية لقوات الامن الداخلي والذي كان في زيارة للاعوان المصابين رفقة وفد نقابي بان هناك رجال بر واحسان قرروا التكفل بجميع مصاريف علاج زملائهم مؤكدا ان هذه الخطوة اتخذوها من منطلق يقينهم بان الاعوان المصابين عرضوا انفسهم الى الخطر في سبيل حماية كل التونسيين. واضاف ان النقابة الوطنية لقوات الامن الداخلي لن تتخلى عن الزملاء المصابين وستستمر في مساندتهم ماديا ومعنويا.وذكر بان زيارتهم لزملائهم جاءت في اطار الرفع من معنوياتهم ومساندتهم وكذلك لاعلامهم بان النقابة لن تتخلى عنهم. وعن الوقفة الاحتجاجية التي دعت اليها النقابة الوطنية اكد محدثنا انه يوم الخميس المقبل ستتم وقفة احتجاجية امام المجلس الوطني التاسيسي على الساعة العاشرة صباحا وذلك بهدف تبليغ صوتهم لنواب الشعب بخصوص طلباتهم التي قدموها في ما يتعلق بمنظومة حوادث الشغل وتوفير الدعم المادي للمؤسسة الامنية لتتمكن من اقتناء المعدات اللازمة التي توفر الحماية للاعوان اثناء القيام بواجبهم. وختم حمادة بدعوته لكافة مكونات المجتمع المدني لمساندتهم في هذه الوقفة باعتبار ان الشان الامني شأن وطني يهم جميع التونسيين .