حقق النادي الإفريقي الأهم في مواجهتي نادي حمام الأنف ومستقبل قابس حيث ظفر الفريق بست نقاط مهمة في مستهل الموسم في انتظار التأكيد نهاية الأسبوع الجاري أمام الأولمبي الباجي.. ولم يرتق أداء الفريق إلى المستوى المطلوب في اللقاءين غير أن الفوز يبقى المطلب الأساسي في مجموعة تبدو صعبة وسيكون خلالها التنافس شديدا على المقاعد الثلاثة المؤهلة للبلاي أوف.. ويعيش الفريق وضعيات صعبة تجعل من مهمته معقدة في باقي السباق لاسيما في ظل الرصيد البشري الحالي وأيضا اختيارات المدرب قيس اليعقوبي المثيرة للجدل.. التكتيك وانتقاء اللاعبين لا يزال مدرب قيس اليعقوبي مصرا على اعتماد خطة قوامها "4-4-2 لوزونج" وهو ما أثار نقاط استفهام عديدة خصوصا مع ما يمثله البنيني جاك بيسان من عبء ثقيل على مقدمة الهجوم ومع غياب خط وسط ميدان قوي يمكن التأكيد أن مواصلة اتباع نفس الرسم التيكي قد يجعل الفريق عاجزا عن تخطي الفرق التي تعتمد أسلوبا دفاعيا.. الخطة المتبعة من قبل الاطار الفني لاح فشلها في لقاء قابس وهو ما جر الإطار الفني إلى تغيير نادر الغندري بشهاب الجبالي بهدف تنويع اللعب على الأطراف في وجود عبد القادر الوسلاتي في الجهة المقابلة.. ورغم التعويل على الجبالي لم يكن مثمرا للغاية إلا أنه اعتراف بعجز الفريق عن الاستفادة من هذه الخطة الأمر الذي يستوجب مراجعة الخيارات التكتيكية في اللقاءات القادمة.. نقطة أخرى لا تقل أهمية وتتعلق بانتقاء التشكيلة إذ أن هناك لاعبين يتمتعون بحصانة وآخرون يعيشون في الظل وكل ذلك لا يخدم المجموعة والمنطق يقول أن الأولوية للأجدر.. بين بيسان والجزيري يحظى المهاجم البنيني جاك بيسان بحصانة غريبة من قبل المدرب قيس اليعقوبي الذي يصر على التعويل عليه دون سواه في مقدمة الهجوم حتى أنه طوع الخطة التكتيكية بغاية منحه الدعم الكافي في وجود صابر خليفة إلى جانبه وإبراهيم الشنيحي من خلفه لكن مع ذلك ظل بعيدا كل البعد عن قيمة الفريق.. وفي حين ينصر اليعقوبي بيسان فإنه يتعسف على سيف الدين الجزيري الذي يبقى أفضل منه بأشواط خصوصا من ناحية الحماسة والرغبة في النجاح.. صحيح أن الجزيري ليس مهاجما كبيرا لكن من حقه أن يحظى بفرصة في مركزه ثم إن معاقبته وتجاهله بسبب شوط في مقابلة مستقبل المرسى كان خلاله الإفريقي شبحا لنفسه يعد ظلما في حقه.. ولعل الغريب أن اليعقوبي عول يوم أمس الأول على عماد المنياوي الغائب في الفترة الأخيرة عن بعض الحصص في وقت أن الجزيري الأكثر جاهزية وخوضا للحصص يظل خارج الاهتمامات.. الانصاف هو ما يطالب به سيف الدين الجزيري وفرصته يجب أن ينالها كاملة حتى يمكن الحكم له أو عليه أما التجاهل فلن يزيد اللاعب إلا شكا وعجزا.. الصرارفي مرة أخرى حمل قيس اليعقوبي الشاب بسام الصرارفي وبعض اللاعبين الآخرين مسؤولية الفشل في نهائي كأس تونس حتى أن هناك مقربين منه قد تحدثوا عن تخاذل لإقصائه.. ورغم أن الحقيقة غائبة الأركان في ملف التخاذل إلا أن الثابت والأكيد أن بسام الصرارفي لاعب بمواصفات مهارية عالية ومنحه المكانة التي يستحق ليست منة من مدربه بل هي إجماع كل العارفين بقيمة هذا الفتى.. الوقت لا يزال متاحا لتصحيح الأمور وتعديل الأوتار والتفكير في إعادة الصرارفي إلى التشكيلة ضرورة لا حياد عنها حتى يستفيد الفريق من أحد أهم أوراقه الهجومية.. بن مصطفى يعود حجبت هزيمة نهائي كأس تونس حقيقة واضحة تتعلق بالحارس فاروق بن مصطفى الذي يمكن التأكيد أنه استعاد جانبا كبيرا من حضوره البدني والفني.. بن مصطفى تألق كما ينبغي في سباق كأس تونس وحتى مباراة النهائي فقد برز خلالها بعدة تصديات حالت دون هزيمة عريضة أمام الجار.. جاء لقاء مستقبل قابس لينصف هذا الحارس بعد أن تصدى لركلة جزاء في نهاية اللقاء أمن بها فوز زملائه وحتى الذين حملوه مسؤولية الهدف الأول فكأنهم لم يتابعوا اللقطة باعتبار أن تسديدة فهمي قاسم قد غير مسارها غازي العيادي في محاولته الانزلاقية.. جلسة منتظرة يعيش المدير الرياضي الجديد سمير السليمي وضعية لا يحسد عليها فقد تسلم فريقا متأثرا بهزيمة نهائي كأس تونس فضلا عن غياب الحافزين المالي والإداري.. السليمي بالتعاون مع الإطار الفني أمكن له أن يحول دون إضراب اللاعبين في بداية هذا الأسبوع حيث هدد اللاعبون بعدم خوض تدريبات بداية الأسبوع.. ووعد السليمي بتسوية الوضعيات في قادم الأيام حيث ينتظر أن يجلس إلى رئيس النادي سليم الرياحي المنشغل بتشكيل هيئته التنفيذية ولكن تواصل تجاهل الرئيس قد يفقد المدير الرياضي مصداقيته تجاه اللاعبين وحينها قد تكون الخيبة الكبرى.. يشار إلى أن تحول شارة القيادة إلى أسامة الحدادي قد جاء تعبيرا من صابر خليفة عن عدم رضاه على الوضعية الحالية وتحرجه أمام زملائه في مسألة المستحقات وخاصة بعد فضيحة العيد.. على كل الرياحي مطالب بتسوية وضعيات اللاعبين وتمكين السليمي من كل ظروف النجاح حتى ينطلق في عمله خصوصا أن المهمة صعبة في وجود مجموعة محترمة من اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في نهاية الموسم الحالي دون نسيان الميركاتو الشتوي..