أغلقت السلطات التونسية، السبت، معبر رأس الجدير الحدودي مع ليبيا وذلك خوفا على سلامة المسافرين الليبيين من ردّة فعل التونسيين الغاضبين إثر اختطاف مجموعة من ثوّار زوارة لخمسة تونسيين ينشطون في تهريب المحروقات قرب الحدود بين البلدين. وقالت مصادر أمنية تونسية رسمية إنّ أهالي مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا أغلقوا الطريق الرئيسية المؤدية إلى رأس الجدير احتجاجا على قيام مجموعة ليبية مسلحة قامت، بعد ظهر السبت، باحتجاز خمسة تونسيين من تجار المحروقات صحبة سياراتهم وبضاعتهم من منطقة المقيسم الواقعة على الحدود التونسية-الليبية (700 كلم جنوب شرق تونس). وأكّدت ذات المصادر أنّ وحدات من الدرك الوطني تواصل التفاوض مع مسؤولين ليبيين (لم يكشف عنهم) بالحدود لإخلاء سبيل هذه المجموعة المحتجزة، موضحة أنّ "مثل هذه العمليات باتت مألوفة وليس لها خلفيات أو أسباب واضحة". وتشهد الحدود التونسية الليبية، خاصّة من جهة معبر رأس الجدير، توترا مستمرا منذ سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمّر القذّافي، وسط انتشار كثيف للسلاح في أيدي الميليشيات الليبية التي ترفض الانضمام إلى الجيش والقوات الأمن النظامية في ليبيا الجديدة. كما ازدهرت عمليات التهريب في الاتّجاهين، وفي هذا السياق أعلنت الجمارك التونسية أن 80 سيارة تونسية محمّلة بمادّة ال "دي أ ب" الكيميائية (تستخدم في الزارعة) عمدت، خلال الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت إلى اقتحام معبر رأس الجدير الحدودي والدخول إلى القطر الليبي بالقوّة ودون الامتثال للإجراءات الجمركية، وذلك رغم محاولات قوات الجيش الوطني التصدي لهم بإطلاق النار في الهواء.