أكد البشير الصيد، محامي البغدادي المحمودي رئيس وزراء ليبيا الأسبق أن العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي "موّل فعلا حملة (الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي) الانتخابية في العام 2007 بمبلغ 50 مليون أورو، حسب ما تثبته الوثيقة الموجودة في المحفظة الأفريقية للاستثمار، وهي وثيقة سيادية قد وقعها القائد السابق للاستخبارات الخارجية في ليبيا، موسى كوسى، الذي انشق عن النظام قبل سقوطه ويعيش في المنفى في الدوحة. وأضاف الصيد أن المحمودي (69 عامًا) أكد له عملية التمويل أثناء زيارته في سجن المرناقية في تونس، كما اعترف بذلك في جلسة 25 أكتوبر 2011 أمام دائرة الاتهام في محكمة الإستئناف في تونس حيث رد على سؤال المحامي سليم بن عثمان، الذي استجوبه بحضور القاضي وهيئة الدفاع فأحابه بأن القذافي قد سلم فعلا مبعوثين لساركوزي في جنيف مبلغا بقيمة 50 مليون يورو . وتابع "ان الوثائق التي تشهد على العملية تم نسخها وايداعها في عواصم أوروبية عدة"، مشيرا إلى أن المحمودي يخشى أن تتم تصفيته. من جهة أخرى، شدد الصيد على أن "مصلحة" رئيس مجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل تفرض عليه إنكار مسألة التمويل لأنه "نيكولا ساركوزي هو الذي أوصله إلى سدة حكم ليبيا . وأعرب عن استنكاره لمحاولة تكذيب المحمودي، مؤكدا أنها جاء نفيه لتصريحاته السابقة جاء نتيجة للضغوط التي مورست عليه من الإدارة السجنية، التي حررت له مكتوبا وضغطت عليه لتوقيعه . وقال الصيد "إن تدخل الحكومة التونسية في الموضوع ثابت ولا أدل على ذلك من تصريح رئيس مصلحة العلاقات الخارجية للإدارة العامة للسجون والإصلاح التونسية رضا زغدود بأن البغدادي قد تقدم بمكتوب لإدارة السجن يحتوي أسماء المحامين الذين لا يرغب في رؤيتهم لأن مهمتهم انتهت. وإلا فما دخل الإدارة العامة للسجون في العلاقة بين المحامي وموكله؟". واعتبر الصيد أن ما تقوم به السلطات التونسية اليوم أفظع مما قام به الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، متهما رئاسة الجمهورية بربط علاقة مباشرة مع موكله، رافضة استقبال هيئة الدفاع عنه مما يمثل خرقا واضحا للقانون ولحقوق هيئة الدفاع . من جهة أخرى، أكد الصيد أنه سيواصل مهمته في النيابة عن موكله المحمودي، باعتباره مكلفا من القبائل الليبية وبصفته رئيس اللجنة الحقوقية العالمية للدفاع عن الليبين المهجرين والمضطهدين داخل ليبيا . وقد نفى محمود محمد بوشعالة، صهر المحمودي، الذي هو آخر رئيس وزراء في عهد معمر القذافي، أن يكون المحمودي المسجون في تونس قد تطرق في الحديث إلى قضايا سياسة خارجية بشأن فرنسا أو غيرها. وأضاف أن "المحمودي لا يبحث هذه القضايا لا معي ولا مع ابنته أو زوجته ولا مع محاميه أو أي كان". لكن المحامي مبروك كرشيد، رئيس هيئة الدفاع عن المحمودي، أكد أن أسرة موكله "تدين تصريحات صهرها". وأوضح "ان المحمودي على خلاف مع صهره المقرب من المجلس الوطني الانتقالي" الحاكم في ليبيا، منددا بعملية "تلاعب سياسي". كما ندد المحامي ب"رسالة مجهولة المصدر" تشير إلى أن المحمودي أنهى التوكيل الممنوح لمحاميه. وكان ساركوزي قد وصف التصريحات التي نقلت عن المحمودي بأنها "معيبة وبشعة". وقال في حديث لقناة كنال+ الفرنسية "ان الحكومة الليبية قالت إن الأمر غير صحيح ومترجم القذافي قال غير صحيح ومرسل التحويل المزعوم قال غير صحيح (..) من يصدق مثل هذا اللغو؟". وكانت محكمة جنوبي تونس برّأت المحمودي من تهمة عبور الحدود بطريقة غير شرعية، لكنه ما يزال مسجونا ريثما يُتخذ قرار في طلب ترحيله إلى بلاده، الأمر الذي يرفضه المسؤول السابق وقدم اللجوء السياسي في تونس لتجنبيه هذا الإجراء.