قدّم عدد من أعضاء حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" التونسي، الشريك في الائتلاف الحكومي، استقالتهم رسميًا من الكتلة النيابية للحزب في المجلس الوطني التأسيسي، وذلك بعد أيام من إعلانهم تعليق عضويتهم في الكتلة، احتجاجًا على إقالة الأمين العام بالنيابة عبد الرؤوف العيادي، منذ 20 أبريل الماضي. وقال عبد العزيز القطي، أحد الأعضاء المستقيلين "هي استقالة ل 12 عضوًا من الحزب ومن كتلته النيابية في المجلس الوطني التأسيسي، وأبرزهم عبد الرؤوف العيادي، وعبد العزيز القطي وآزاد بادي الناطق الرسمي باسم كتلة حزب المؤتمر"، مضيفًا "سنعمل على تكوين كتلة نيابية جديدة، بعد أن طوينا صفحة المؤتمر، ونحن بصدد القيام بعديد الاجتماعات الماراثونية للكشف عن اسم الكتلة والحزب الذي نعمل على تكوينه". ويشهد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي أسسه الرئيس التونسي منصف المرزوقي في العام 2001 منذ أشهر، العديد من التجاذبات بين ما يسمّى ب "الفريق الحكومي" الذي يقوده محمّد عبّو وزير الإصلاحي الإداري، والذي أُنتخب الأحد الماضي أمينًا عامًا للحزب، و"المنشقّين" الذين يقودهم المحامي عبد الرؤوف العيادي (الأمين العام المقيل) والذي قرّر أخيرًا "الانسحاب نهائيًا من الحزب وتأسيس حزب جديد سنقوم بتأهيله للمرحلة المقبلة تنظيميًا وسياسيًا". ويتّهم المنشقون "الفريق الحكومي" بالتبعية لحركة النهضة الإسلامية، وتكريسه للمحسوبية في إسناد الوظائف، والتداخل بين الحزب والدولة. جدير بالذكر أن لحزب المؤتمر 29 مقعدًا في المجلس التأسيسي، وهو ثاني قوة سياسية في المجلس خلف حركة النهضة (89 مقعدًا).