ينفذ أعوان وإطارات الشركة الجهوية للنقل بمدنين إضرابا منذ صباح الخميس 24 ماي 2012 على خلفية إقدام احد زملائهم من قباض الشركة بفرع جربة بحرق جسده ليلة الأربعاء 23 ماي في مقر الفرع احتجاجا على قرار عزله نهائيا وهو مترسم وقد قارب من العمر الخمسين سنة. وأثارت هذه الحادثة تحركات احتجاجية داخل الشركة بمختلف فروعها حيث توقف العمل بأغلب الخطوط الداخلية والبعيدة باستثناء تامين النقل المدرسي والجامعي بمدينة مدنين وبعض الخطوط ببن قردان وبني خداش. وتوجه عدد هام من أعوان وإطارات الشركة الى مقر الإدارة بمدنين مطالبين الرئيس المدير العام بتطهير الإدارة من رموز الفساد ورفع المظالم. واعتبر أعوان الشركة المعتصموين أمام مقر الإدارة بمدنين ان "قرار عزل زميلهم كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس والتي أججت الثورة الحقيقية اليوم" في هذه الشركة وذهب اغلبهم الى القول ان " قرار العزل جائر وخطير اتجهت فيه الإدارة الى تسليط أقصى العقوبة على زميلهم" معتبرين" ان زميلهم يحاسب في ظرف لا يزال اكبر رموز الفساد المالي والإداري يهيمنون داخل الشركة دون محاسبة". وفيما نادى المعتصمون بتحميل المسؤولية لمن امضى قرار طرد زميلهم تعسفيا فان الرئيس المدير العام للشركة هشام العساس صرح لوكالة تونس إفريقيا للأنباءان قرار الطرد جاء طبقا للقوانين الجاري بها العمل وهو قرار إداري مدروس يستند إلى ملف دقيق قائلا "ان ملف هذا القابض حافل بالعقوبات اذ أحيل في مناسبة اولى على مجلس التأديب بتهمة سوء التصرف اوقف بمقتضاه عن العمل لمدة شهرين ثم بعودته اعاد الكرة ثانية ليحال من جديد على مجلس التأديب الذي كان قراره الأخير بالعزل". اما عن طلبات اعوان وإطارات الشركة فأوضح الرئيس المدير العام انه يتعهد باجراء تحوير في الخطط للوصول الى حل يكفل حق كل الاطراف مشددا على اهمية الحوار لمعالجة كل المسائل وتنقية الاجواء. ويتوقف قرار مواصلة الاضراب او تعليقه وفق اعوان واطارات الشركة المضربين اليوم على وصول اطراف مسؤولة من وزارة النقل للتفاوض من اجل اتخاذ قرار جرئ يستجيب لمطلب اساسي لهم هو ابعاد من وصفوهم برموز الفساد من الشركة. وفي انتظار ذلك تبقى حركة النقل مشلولة وخاصة بجزيرة جربة وجرجيس التي بلغ الاضراب بهما نسبة مائة بالمائة مما خلق تشنجا لدى الحرفاء من تلاميذ و عمال القطاع السياحي. وللاشارة فان القابض الذي اضرم النار في جسدة ليلة الأربعاء 23 ماي 2012 بمقر الشركة بجربة يقيم حاليا في قسم الانعاش بالمستشفى الجهوي الصادق مقدم بجربة حومة السوق في انتظار توفر امكانية نقلة الى مستشفى الحروق ببن عروس او الى صفاقس لوجود إصابات بليغة في أماكن مختلفة من جسده نتيجة حروق من الدرجة الثالثة وفق مصدر طبي.