حقق المنتخب التونسي فوزا ثمينا على نظيره من غينيا الاستوائية بنتيجة 3-1 في مباراة أقيمت مساء السبت بملعب "بن جنات" بالمنستير لحساب الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الثاني لتصفيات "مونديال 2014" لكرة القدم بالبرازيل. سجل لتونس عصام جمعة د51 وحمدي الحرباوي د56 وشادي الهمامي د87 في حين بادر بتسجيل هدف غينيا الاستوائية اللاعب ايفان يانغا د34. ومن شأن هذا الانتصار الهام أن يؤمن للمنتخب الوطني انطلاقة واعدة على درب تأكيد طموحاته المشروعة في التأهل إلى "مونديال 2014" ومحو خيبة الانسحاب من تصفيات كأس العالم الأخيرة "جنوب إفريقيا 2010" عندما خسر بطاقة عبوره في الجولة الختامية لفائدة نيجيريا. وشارك منتخب "نسور قرطاج" في نهائيات المونديال خلال 4 دورات سنوات 1978 و1998 و2002 و2006. وعكست التشكيلة الأساسية التي بدأت اللقاء حرص الإطار الفني الوطني بقيادة سامي الطرابلسي على اعتماد خطة هجومية تقوم أساسا على خلق التفوق العددى والضغط في مناطق المنافس من أجل إرباك خطه الخلفي ودفعه إلى ارتكاب الأخطاء. وعهد في مباراة السبت بمهمة "صانع العاب" للوافد الجديد متوسط ميدان "هرتا برلين" الألماني الشاب انيس بن حتيرة الى جانب لاعب "مونبليي" الفرنسي جمال السايحي ومجدي التراوي وتقدمهم في خط الهجوم لاعب "ايفيان" الفرنسي صابر خليفة ومهاجم "بريست" المخضرم عصام جمعة. وتوفق المنتخب التونسي نسبيا خلال الشوط الأول في فرض أسلوب لعبه ونجح في خلق جمل كروية جميلة لكن الفرص السانحة على قلتها كانت تنقصها الفاعلية فغابت النجاعة والتركيز أمام المرمى الغيني وغاب التجسيم. وأتيحت الفرصة الأبرز للنسور للاعب بن حتيرة من تسديدة مباشرة قوية اصطدمت بالقائم وتهادت بعيدا عن المرمى د10. في المقابل لعب الفريق الضيف حسب إمكانياته فتكتل بكثافة في وسط الميدان محاولا سد المنافذ المؤدية الى مناطقه الخلفية لذلك كانت محاولاته الهجومية محتشمة وقليلة اذ لم يهدد مرمى الحارس ايمن المثلوثي الا نادرا د11 و22 و29. وبالرغم من قلة محاولات الضيوف وضعف البناء الهجومي فقد تمكن الفريق الغيني "ضد مجرى اللعب" من افتتاح التسجيل في د34 عندما نجح "ايفان يانغا" لاعب فريق "لاس بالماس" الاسباني من مغالطة الحارس البلبولي من مسافة قريبة بكرة "مخادعة" اصطدمت بالدفاع وأخذت طريقها إلى الشباك في ذهول من الجميع. ولم تكن نهاية الشوط الأول يسيرة على الدفاع التونسي حيث خيم غياب المدافع الصلب لفريق تولوز الفرنسي ايمن عبد النور بسبب العقوبة وصانع العاب الترجي يوسف المساكني بداعي الإصابة على أداء الفريق خاصة في ظل تألق المنتخب الضيف الذي تطور أداؤه بشكل لافت خلال السنوات الماضية وقدم مردودا متميزا بالخصوص فى نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي اشترك فى تنظيمها مع الغابون وبلغ الدور ربع النهائى قبل أن يودع البطولة على يد منتخب كوت ديفوار. ومع انطلاق الشوط الثاني بادر سامي الطرابلسي بإقحام مهاجم "لوكرن" البلجيكي العائد بعد غياب طويل إلى صفوف المنتخب حمدي الحرباوي بدلا عن وسام يحي الذي بدا تائها في وسط الملعب خلال ردهات الشوط الأول وفي المقابل حافظ على "جمعة" لكن في خطة راس حربة من اجل استغلال خبرته الطويلة ودهائه في الأوقات الحاسمة وهو الذي نجح في تسجيل 28 هدفا في 64 مباراة خاضها مع المنتخب التونسي إلى حد الآن. وتحسن أداء زملاء "الجمل" بمرور الوقت فتعددت الفرص وزاد الضغط على الخط الخلفي للفريق الغيني حتى حانت الدقيقة 51 موعد تعديل عصام جمعة لنتيجة المباراة بتصويبة يسارية قوية من قريب على إثر تمريرة من جمال السايحي وتسجيل هدفه الشخصي 29 مع "النسور". وحاول "بن حتيرة" تنويع الكرات الطويلة الموجهة لخط الهجوم والتي أربكت في أحيان كثيرة الدفاع الغيني ومن تنفيذ مخالفة مباشرة متقنة توفق حمدي الحرباوي (افضل هداف في البطولة البلجيكية خلال الموسم الماضي) بضربة راسية لكرة عالية (د56) ارتقى لها فوق الجميع من تحقيق هدف التقدم 2-1 لفائدة المنتخب التونسي. وانخفض نسق المقابلة اثر ذلك بإقحام شادي الهمامي مكان عصام جمعة من اجل سد المنافذ الخلفية وبالتالي المحافظة على النتيجة الحاصلة مقابل تراجع مستوى الفريق الغيني الذي ظهر عليه الإعياء وقلة التركيز. وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة توفق الهمامي من كرة مرتدة سريعة من مغالطة الحارس الغيني بتسديدة أرضية مباغتة "د87" مضيفا الهدف الثالث في رصيد المنتخب التونسي. ومن شان هذا الانتصار ان يدعم حظوظ منتخب "نسور قرطاج" على درب قادم الجولات حيث تلاقي تونس في الجولة القادمة منتخب الراس الأخضر في "فريتاون" يوم السبت 9 جوان في حين يلاقي منتخب غينيا الاستوائية نظيره السيراليوني في نفس اليوم في مدينة "باتا". وتجدر الإشارة إلى أن المنتخبات التي ستحتل المراتب الأولى في المجموعات العشر ستتأهل إلى الدور القادم من التصفيات الافريقية لتتنافس على البطاقات الخمس التى ستتواجد فى مونديال صائفة 2014. أدار المباراة طاقم تحكيم جزائرى بقيادة الحكم مهدى عبيد الشارف بمساعدة محمد بنعروس وبو عبدلله العمارى. تشكيلة المنتخب التونسي: ايمن المثلوثي وبلال العيفة وانيس البوسعايدي وعمار الجمل وخليل شمام وانيس بن حتيرة ووسام يحي /حمدي الحرباوي د46/ وجمال السايحي /هاتان الباراطلي د89/ ومجدي التراوي وصابر خليفة وعصام جمعة /شادي الهمامي د79/.