تشكيلتا المنتخبين: المنتخب التونسي: المثلوثي – العيفة – الجمل- البوسعايدي – شمام – التراوي – السايحي – يحيى (الحرباوي) – بن حتيرة – جمعة (الهمامي) – خليفة غينيا الاستوائية: دانيلو ألونسو أرمانود داقارسيا لوران ماكسيمو إيكيدو ايفيان كوناتي (مسيان) روبين (نارسيس) ايدجوقو (البارتو). تحكيم: الجزائري مهدي عبيد شارف الأهداف: المنتخب التونسي: جمعة دق 51 و الحرباوي دق 57 و الهمامي 89. غينيا الاستوائية: ايفيان دق 33 في أمسية رياضية قطعت مع قانون الويكلو استضاف ملعب مصطفى بن جنات أمس مباراة المنتخب التونسي ونظيره الغيني الاستوائي في إطار الجولة الافتتاحية من التصفيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 والتي آل فيها الفوز لصالح منتخب النسور بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف وحيد حمل توقيع كل من عصام جمعة وحمدي الحرباوي وشادي الهمامي...المنتخب التونسي لم يكن في مستوى الانتظارت خلال الشوط الاول لكن حماسة الجماهير الحاضرة في ملعب المنستير والتي أضفت أجواء خاصة على سير المباراة دفعت زملاء بلال العيفة الى العودة في اللقاء والخروج بانتصار مهم خاصة من ناحية المعنويات لتأمين بقية المشوار في السباق الافريقي. الشوط الأول لم يرتق الى مستوى فني كبير وانحصر فيه اللعب في منطقة وسط الميدان حيث اعتمد المنافس الغيني على تعبئة مناطقه الخلفية والاعتماد على الهجومات المعاكسة التي شكلت خطرا متواصلا على مرمى الحارس أيمن المثلوثي... ابناء سامي الطرابلسي حاولوا الدخول مبكرا في أجواء المباراة من أجل مباغتة المنافس وافتتاح النتيجة لتسهيل المهمة لكن الاداء الجماعي للفريق لم يكن موفقا كعادته... صابر خليفة النشيط في هجوم المنتخب كان أبرز لاعب فوق أرضية الميدان وشكلّ بفضل سرعته وحيويته مصدر إزعاج متواصل على المنتخب الغيني لكن آداء المنتخب التونسي افتقد الى الانسجام واللحمة الامر الذي عزل الخط الامامي للفريق ليرتكز لعب الفريق بالاساس على الكرات الثابتة التي لم تؤت أكلها... عصام جمعة بدوره كان قريبا من مباغتة الحارس الغيني لكنه لم يحسن التعامل مع الكرة في منطقة العمليات وأهدر فرصة حقيقية لافتتاح النتيجة في الدقيقة 18,بعدها عاد صابر خليفة ليربك دفاع الخصم وتوصل الى هز الشباك الغينية بعد استغلاله لكرة في ظهر الدفاع لكن الحكم ألغى الهدف بداعي وجود خليفة في موقع التسلل لم يشاهده سوى الحكم المساعد بما ان خليفة كان في وضعية سليمة... ردّ فعل الغينيين كان قويّا حيث نجح متوسط ميدان المنتخب الغيني ايفيان ايانغا وفي غفلة من دفاع المنتخب في مباغتة الحارس أيمن البلبولي بتصويبة أرضية غالطت حارس المنتخب وولجت الشباك بطريقة غريبة وكان ذلك في الدق 35 .هدف السبق للغينيين كان مسبوقا بتسلل لم يشاهده الحكم... المنتخب التونسي حاول ردّ الفعل قبل نهاية الشوط الاول لكن المحاولات جميعها باءت بالفشل نظرا لاعتماد عناصرنا الوطنية على الكرات الطويلة والاصرار على المرور من العمق وهو ما سهّل من مهمة الدفاع الغيني الذي يمتاز بطولة القامة وبصلابته البدنية... تقدّم المنتخب التونسي الى المناطق الامامية بغية إدراك التعادل كاد ان يكلفنا الكثير خاصة وان الغينيين كانوا قريبين من مضاعفة النتيجة لولا وقوعهم في فخ التسرّع في أكثر من مرّة...الدقائق الخمس الاخيرة في هذا الشوط لم نشاهد فيها الشيء الكثير لينتهي الشوط الأول على أسبقية للضيوف بهدف لصفر... في الشوط الثاني أجرى المدرب سامي الطرابلسي تعديلات في مستوى تمركز اللاعبين وكذلك على مستوى تشكيلة الفريق حيث أقحم المهاجم حمدي الحرباوي محترف نادي لوكرن البلجيكي مكان وسام بن يحي, تعديلات غيّرت كثيرا في وجه المنتخب التونسي وفي آدائه حيث لم تكد تمض خمس دقائق على بداية هذا الشوط حتى تمكن الهداف التاريخي للمنتخب التونسي عصام جمعة من تعديل النتيجة إثر تمريرة ممتازة من صابر خليفة...هدف عصام جمعة هو الأوّل له في هذه التصفيات الافريقية والتاسع والعشرون في رصيده بألوان المنتخب. المنتخب التونسي أجاد التعامل مع طبيعة المبارة ومع نقاط قوة المنافس حيث استعاد منتخبنا السيطرة على منطقة وسط الميدان واتيحت أكثر من فرصة لأنيس بن حتيرة وعصام بن جمعة لمضاعفة النتيجة لكن الحظ لم يكن الى جانب النسور,سيطرة المنتخب التونسي في الربع ساعة الأولى من عمر الشوط الثاني كانت مطلقة والمنافس الغيني لم يقو على تجاوز مناطقه الخلفية,ضغط رهيب أفرز هدفا ثانيا في الدقيقة 57 لصالح المنتخب التونسي من أقدام البديل حمدي الحرباوي الذي استغل كرة ممتازة من صابر خليفة الذي كان وراء جل العمليات الهجومية لمنتخبنا الوطني,الحرباوي كان مرة أخرى قريبا من إمضاء الهدف الثالث للمنتخب والثاني في رصيده بعد ترويض ممتاز بالصدر وتصويبة يسارية مرت محاذية للمرمى... دخول حمدي الحرباوي في تشكيلة المنتخب غيّر كثيرا من وجه المباراة وساهم في إعادة توازن الاداء الهجومي للنسور خاصة بفضل قدرته الفائقة على التعامل مع الكرة والتمركز الجيّد في مناطق الخصم...المنتخب التونسي قدّم خلال النصف ساعة الاولى من هذا الشوط مستوى فنيا رفيعا بفضل اعتماده على التردج السليم بالكرة وعلى التمريرات القصيرة من خلال لوحات فنية ممتازة صفقت لها الجماهير الحاضرة بأعداد غفيرة في معلب بن جنّات...مصدر قوة المنتخب في مباراة الامس وتحديدا في الشوط الثاني كان في ثالوث وسط الميدان جمال السايحي ومجدي التراوي وانيس بن حتيرة الذين أجادوا التعامل مع الكرة ومع مختلفات الوضعيات الهجومية والدفاعية كما أن الفورمة الكبيرة التي يمر بها صابر خليفة ومكر حمدي الحرباوي ساعدا كثيرا في سحب البساط من أقدام الغينيين وتحويل وجهة المباراة لصالح عناصرنا الوطنية... المنتخب كان قادرا على التسجيل في أكثر من مرّة لكن وقوع الحرباوي وعصام جمعة وكذلك انيس بن حتيرة في فخ التسرع والاستسهال حرما المنتخب التونسي من تحقيق انتصار عريض كما انه كاد يكلفنا الثمن باهظا بما ان المنتخب الغيني استفاق في العشرة دقائق الاخيرة وحاول العودة في المباراة وتعديل النتيجة ونجم الفريق ايفيان كان قريبا من ذلك لكن تصويبته القوية وجدت الحارس المتألق ايمن المثلوثي الذي ابقى الحال كما هو عليه وحافظ على تقدم رفاقه... عصام جمعة كعادته سجّل وأهدر فرصا كثيرة وهو الامر الذي أجبر المدرب سامي الطرابلسي على تغييره في الدقيقة 84 من عمر المباراة ليترك مكانه لمتوسط ميدان النادي الصفاقسي شادي الهمامي. «كوتشينغ» ممتاز من سامي الطرابلسي بما ان شادي الهمامي نجح في تسجيل الهدف الثالث للمنتخب الوطني في الدقيقية 89 بعد عمل فردي ممتاز من الرائع صابر خليفة.ثلاثية انتهت عليها مباراة المنتخب التونسي ونظيره الغيني وهو انتصار من شأنه ان ينعكس بالايجاب على منتخبنا قبل رحلته المرتقبة الى الرأس الاخضر الأسبوع القادم في إطار الجولة الثانية من التصفيات... إجمالا يمكن القول إن المنتخب التونسي نجح في اختباره الاول وقدم عديد المؤشرات الايجابية التي توحي بميلاد منتخب جديد قادر على الذهاب بعيدا في هذه المسابقات خاصة وان تركيبة المنتخب الحالي تبعث على التفاؤل بحكم الاسماء الموجودة على ذمة الاطار الفني دون ان ننسى الاضافة التي ستقدمها لاحقا بعض الاسماء المؤثرة على غرار زهير الذوادي ويوسف المساكني... . قالا: سامي الطرابلسي: (مدرب المنتخب التونسي) «قدمنا شوطا أول ضعيفا لم يهتد المنتخب التونسي خلاله إلى هزّ شباك المنافس، منتخبنا فقد الكثير من ثوابته خلال هذا الشوط لذلك لم يكن الأداء في مستوى انتظاراتنا في الشوط الثاني أجرينا بعض التعديلات وقدمنا مردودا محترما وتمكنا من تسجيل ثلاثة أهداف كاملة في مباراة وقفنا على عديد النقائص التي سنعمل على تلافيها مستقبلا». باولو سيزار: (مدرب المنتخب الغيني) «عرفنا كيف نتجاوز البداية الصعبة للمباراة وتمكنا من تسجيل هدف أمام منتخب محترم جدا، في الشوط الثاني لم نستطع المحافظة على النتيجة. هزيمة لا نعتبرها مخجلة ضد منافس في حجم تونس».