أصبحت منطقة المغرب العربي برمّتها مستهدفة منذ عدّة سنوات من طرف القاعدة و عديد التّنظيمات الإرهابيّة الأخرى التي تحاول إيجاد موقع قدم لها خصوصا و أنّ هناك منطقة شاسعة من الصّحراء الواقعة على تخوم هذه الصّحراء بين الجزائر و النيجر و مالي خارجة عن نطاق السّيطرة. كما يبدو ان الثورات العربية الثلاث في تونس ومصر وخصوصا ليبيا أجّجت اكثر مطامع هذه الجماعات. ولذلك فقد دخلت في مرحلة «جس للنبض» خصوصا بالنسبة لبلادنا الا ان الخبراء يعتقدون ان الخطر الذي تمثله هذه المجموعات على بلادنا محدود جدا، لعوامل «اجتماعية وثقافية» وجغرافية اذ ان الصحراء الفاصلة بين بلادنا وليبيا هي مساحات مسطحة يصعب الاختفاء فيها وتسهل مراقبتها بعديد الوسائل وفي مقدمتها الاقمار الصناعية. كما ان طبيعة المواطن التونسي تجعله في مأمن من الاطروحات المتطرفة لهذه الجماعات. محاولات تمركز «و جس نبض» ان عمليتي الروحية وبير علي بن خليفة تندرجان دون شك ضمن عمليات محاولات التمركز و»جس النبض» المذكورة كما ان تسلل مجموعة جديدة الى التراب التونسي وتبادلها اطلاق الرصاص مع الجيش التونسي يوم اول امس يبدو انه يندرج في هذا النطاق. فقد علمنا ان وحدات من الجيش الوطني قامت يوم أمس بعملية تمشيط واسعة النطاق في عمق الصحراء التونسية وتحديدا بمحيط منطقة «العين السخونة « الواقعة بين «تيارت وبرج الخضراء» من ولاية تطاوين لتعقب أفراد العصابة المسلحة التي كشفت النقاب عنها يوم أمس الأول أثناء عملية استطلاعية روتينية، وهو ما مكنها حسب ما يتداول من القبض على ثلاثة مسلحين غير أن مصدرا مطلعا بوزارة الدفاع أكد عدم توفر أية معلومة رسمية لديه إلى حدود الساعة الخامسة من مساء أمس. وقالت مصادر أخرى ل»الصّباح» إن طاقم طائرة مروحية تابعة للجيش الوطني كان يوم الاربعاء بصدد القيام بعملية استطلاعية بالصحراء التونسية عندما تفطن لوجود ثلاث شاحنات صغيرة رباعية الدفع مجهزة بقذائف مضادة للطيران ثم فوجئ بتعمد راكبي إحدى الشاحنات استهداف الطائرة بقذيفة (دي.سي.عيار 14 فاصل 5) المضادة للطائرات فردّ عليهم بطلق ناري مكثف نجح في إعطاب وتدمير الشاحنات الثلاث وحرق خيام منصوبة بالمكان يعتقد أنها مسعكر تدريب للمسلحين. وحسب نفس المصادر فإن طاقم المروحية سارع إلى طلب تعزيزات عسكرية مكثفة وتم تطويق المنطقة بالكامل لتفادي فرار المسلحين قبل أن ينظم عناصر الجيش يوم أمس عملية تمشيط واسعة النطاق نجحوا إثرها في إيقاف ثلاثة عناصر مسلحة. مصادرنا أكدت أن المسلحين الذين يرجح انتماؤهم لما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تسللوا إلى التراب التونسي على وجه الخطإ قادمين من ليبيا وتحديدا عبر منطقة «الشوش» الحدودية الصحراوية لإنشاء مخيم تدريب غير أن دورية الجيش الوطني تفطنت لأمرهم، ومن المنتظر حسب مصدر رسمي من وزارة الدفاع أن تعقد ندوة صحفية للكشف عن ملابسات المواجهات التي حصلت ووضع حد للبس الحاصل إلى حد الساعة بسبب شحّ المعلومات. تعاون وتنسيق ويجدر التذكير ان السيد عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الوطني كان قد التقى أول أمس الاربعاء السيد غوردن قراي السفير الامريكي ببلادنا وعبر خلال اللقاء عن «ترحيب الطرف التونسي بدعم لوجستي لتعزيز قدراته العملياتية الميدانية واحكام سيطرته على المناطق الحدودية. كما أكد الوزير خلال اللقاء على حرص بلادنا على دعم تعاونها والتنسيق مع دول الجوار (الجزائر وليبيا) من أجل التصدي للتهديد الذي تمثله الحركات الارهابية. صابر المكشر وجمال بوريقة