الفيس بوك توّج نفسه ملكاً لاحتواء آراء فتيات وشباب حاولوا ويحاولون التعبير عن أنفسهم وعن آرائهم في فضاء العالم الافتراضي صفحة "دندنة اندساسية" استطاعت أن تضم 7539 عضواً، معظمه من الفتيات السوريات، إذ اعتمدت الصفحة على نشر أغاني سورية معروفة بنكهة "ثورية اندساسية" بحسب تعبيرهم، استطعن قلب الأغاني الشعبية رأساً على عقب، فحافظن على اللحن وابتكرن كلمات تناسب ثورتهن وعلى الرغم من نقص الإمكانات إلا أن مجموعة الفتيات اللواتي يغنين ويألفن الكلمات يعطون شعوراً بالحميمية، وفي بعض الأحيان تتسلسل ابتسامة لطرافة الكلمات أحياناً وقسوتها أحياناً أخرى. "حكاية حرية"، "خمس شبيحة حد العين"، "لسا الأمل موجود"، "مالك يا بطة مالك"، "يا بو الدبابة الخضرا" وغيرها من العناوين شكلن أغاني الصفحة، ويبدو الإقبال على سماع تلك الأغاني متزايداً كما هي الحال مع كل إبداع سوري يخص الثورة. "خمس شبيحة حد العين" في التراث السوري أغنية شعبية منتشرة بكثافة في كل مدنها تحمل عنوان "خمس صبايا حد العين"، ولكن صبايا صفحة "دندنة سورية" حولن تلك الأغنية لتصبح: "خمس شبيحة حد العين.. واحد منهن هبيلة.. أبوه اللي باع الجولان.. وأخوه بيشبه أبليس.. وهو بيقتل هالشجعان.. بس تيبقى ع الكرسي". "بنّوتات" لم تفقد بنات سوريا أنوثتهن لمشاركتهن في الثورة كما يروج الموالون في صفحاتهم، والدليل أن عالم الفيس بوك مليء بالصفحات الأنثوية مثل "بنوتات"، وكلمة "بنّوتات" كلمة عامية سوريّة وتستخدم كدلع لكلمة البنات. تعرّف صفحة "بنّوتات" عن نفسها بأنهن ":بنّوتات سوريات تعاهدن أن يقدمن كل ما يمكن لتحرير سوريا من محتلها". وتنشر "بنوتات" أغاني لمجموعة من البنات السوريات أيضاً بطابع ساخر مثل أغنية "واشرحلها" وتتحدث الأغنية عن هديل "التي تم الكشف عن وجودها كشخص مؤثر بالقرارات الرئاسية اتجاه الثورة السورية بعد أن نشرت قناة "العربية" و"العربية نت" الإيميلات المسربة الخاصة بالرئيس السوري وزوجته". بالإضافة لأغنية مهداة إلى الأم السورية بعنوان "أم روحي فداها"، وأغنية "بالشام بدي أندس" تحمل في كلماتها دعوة لدمشق لمساعدة حمص فتقول في واحد من مقاطعها: "بالشام بدي أندس.. ومباشر أنا لح بث.. سنوية الثورة يا ناس.. لح تولع هيك عم حس.. حرائر حمص العدية.. عم ينادوا قومي يا شامية". شاهد على الثورة الثورة السورية خلقت مبدعيها، فجرت روح الشباب ووحدت بينه، وألغت الخوف من القلوب. الثورة السورية بدأت بقلوب الشباب الشجاع، واستحقت غزله، وشربت دماءه، لتكون النتيجة حتمية بالنسبة له "الموت ولا المذلة"، ولتبقى كل إبداعاته ونكاته وأغانيه شاهداً على ثورة سماها أصحابها "الأسطورية".