"كنت في ساحة مدرجات كليات الطب البشري في جامعة دمشق.. وقف مجموعة من الطلاب بالبالطو الأبيض حاملين زهور.. وفجأة ظهر مجموعة من الأمن السوري وانهالوا عليهم بالضرب والهراوات".. كلمات سطرها أحد المشاركين على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيس بوك" ليكتب شهادته عما حدث الثلاثاء 19-4-2011 مما ووصف بأنه مجزرة في سوريا. فعلى صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" كتب شاهد عيان قائلا: "وقف مجموعة من طلاب كلية الطب البشري رافعين لافتات كتبوا عليها: مطالب طلاب الطب البشري: 1- الإفراج عن زملائهم المعتقلين من طلاب الكلية 2- عودة الطلاب الذين تم فصلهم إلى كلياتهم 3- احترام الحياة الطلابية الجامعية، نظراً لأن الطلبة الجامعيين هم مستقبل الأمة 4- محاسبة المسئولين عن ارتكاب الجرائم تجاه الشهداء الأبرار". وأضاف قائلا: "كانت وقفة صامتة لم يهتف فيها أحد أي شعار حملوا زهورا للتأكيد على سلميتهم.. ولم يلبث أن مضت عشر دقائق حتى جاء أتوبيسان محملان برجال الأمن (وهم من الأمن السياسي) وليسوا بلطجية أو شبيحة، بل هم رجال أمن متمرسون.. قاموا بالاعتداء على الطلاب بالضرب المبرح على الرأس، وأنا رأيت بعيني كيف انهالوا بالضرب على شابين على الرأس حتى نزفوا وفقدوا القدرة على السير وكانت حالتهم خطرة". ومضى قائلا "لم يكتف رجال الأمن ومعاونوهم من رجال أمن الكلية والموظفين والأمن أيضاً بضرب الواقفين، بل قاموا أيضاً بشتمهم واتهامهم بالعمالة وتهديدهم ثم تبعوهم إلى الكليات حيث دخلوا الكليات وأرعبوا المرضى والطلاب والأساتذة، واعتقلوا كل من كان يصور وأخذوا الكاميرات والهواتف الجوالة وكانوا يتهمون كل من كان يصور بالعمالة لإسرائيل". ووفقا لمواقع سورية معارضة فإن مظاهرة طلابية في كلية الطب البشري من جامعة دمشق انطلقت الثلاثاء مطالبين بالحرية والكف عن المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري، لكن الأمن السوري وأعضاء مكاتب اتحاد الطلبة تدخلوا لفض المظاهرة مستخدمين العصي والهراوات، كما تم اعتقال الكثير من الطلبة. "فلنصنع ميدانا للثورة بكل مدينة" وفي صفحة أخرى حملت عنوان "سوريا الحرة" على موقع "فيس بوك" كتب المؤسسون يقولون: "فلنصنع ميداناً للثورة في كلِّ مدينة سورية.. إن أردنا الحرية. وأضافوا "أفراراً ننجو من الموت أترانا بالفرار نخلد دهرا؟ قل لي يا أخي.. أحياةُ الإذلال تحسبُ عمرا؟ بئس الحياة نباع فيها ونشرى فمن يرتضي ذاك...فهو بالعبد أحرى فلنا عزة دونها الشمس! وإلا.. فاحفر لنا الآن قبرا". وكتب المشاركون على الصفحة يصفون ما يحدث في عدد من المحافظات السورية، فقال أحدهم: "مظاهرات كبيرة في دير الزور وبانياس ودرعا وحمص ودوما واللاذقية والزبداني وحوران"، وأضاف آخر "قطع الانترنت في مدينة طرطوس كي لا يتسنى إرسال أي فيديو آو شاهد عيان". ونشر مشاركون مقاطع فيديو قالوا إنها تتعلق ب"المجازر" التي وقعت في ساحة الحرية في حمص، في حين يظهر في مقاطع الفيديو عدد كبير من المتظاهرين. ونشر المشاركون مقطعا آخر من داخل اعتصام شباب حمص قالوا إنه "يظهر فيه إسقاط صورة الديكتاتور بشار الأسد لعنهم الله جميعا يا شباب لا تنسوا أهل حمص و سورية من الدعاء". وكانت قوات الأمن السورية قد أطلقت أعيرة نارية حية علي مئات المحتجين الذين تجمعوا الثلاثاء في مدينة حمص كما استخدموا ضدهم قنابل الغاز المسيل للدموع. وقال شهود عيان وناشطون حقوقيون إن احد أفراد قوات الأمن خاطب المحتجين في الساحة عبر مكبر للصوت طالبا منهم الرحيل ثم فتحت القوات النار عليهم. وأضافوا أن الساعات التالية لهذا الحادث شهدت مطاردة استمرت لساعات من جانب قوات الأمن للمتظاهرين في شوارع المدينة.