أفاد شهود عيان بمدينة فريانة من ولاية القصرين أنه تم حرق ما يزيد عن اثنتي عشرة سيارة خلال الشهر الأخير تعود ملكيتها لمستثمرين أجانب، يعملون في مجال صناعة الاسمنت والصخور وغيرها من المجالات, وعادة ما تكون تلك السيارات مؤجرة. وأضافت ذات المصادر أن عمليات الحرق أصبحت تتم بمعدل سيارة كل يومين من بينها سيارتان إحداهما تابعة لمدير دار الشباب وأخرى تابعة لرجل أعمال تونسي من فريانة. مضيفة أن مئات العناصر من الأمن بالزي المدني تحاصر منذ مدة مدينة فريانة تحسبا لتداعيات تلك العمليات وبحثا عن مرتكبيها. من جهة أخرى علمنا أن تحقيقات عديدة واعتداءات أمنية تعرض لها عدد من شبان المدينة، خاصّة منهم العاطلين عن العمل، وما تزال التحريات متواصلة. ورجّح بعض المراقبين بالجهة أن تكون هذه العمليّات رسالة أرادت بعض الأطراف توجيها للسلطة من أجل المطالبة بطرد المستثمرين الذين استأثروا بما اعتبروه خيرات الجهة وتشغيلهم عمالا دخلاء على المنطقة، خاصة مع تفاقم البطالة هناك. فيما يرى آخرون أن السلطة روّجت وجود خطر إرهابي لتعسكر المدينة تحسبا لاندلاع تحركات احتجاجية شعبية على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. تجدر الإشارة إلى أن فريانة كانت تنعت "بفريانة الوردة" نظرا لجمالها الفائق، غير أن وضعها الحالي بيئيا واجتماعيا واقتصاديا جعل من هذه التسمية مناقضة للواقع.