بعد التصريحات الأخيرة لرفيق عبد السلام أي تأثيرات لهذه الزوبعة؟ على غرار خطاب الرئيس المنصف المرزوقي الذي وجهه للنهضة ، أثار خطاب رفيق عبد السلام تساؤلات عديدة تحمل في طياتها كلمات غامضة تركت أكثر من استفسار في ما يخص مستقبل الانتخابات القادمة. و قد كشف وزير الخارجية و عضو حركة النهضة رفيق عبد السلام أمس الأحد 26 أوت 2012 خلال اجتماع عام مع أعضاء المكتب المحلي للحزب بحمام سوسة أن "الترويكا ستواصل حكم تونس لسنوات طويلة". و لكن ما يثير الريبة الخطاب المزدوج الذي قدمه الوزير الذي صرح لوسائل الاعلام المحلية أن "النهضة ستفوز في الانتخابات القادمة" لكنه سرعان ما غير رأيه في تصريح للجزيرة موضحا أن الشعب التونسي "سيفوض حزب حركة النهضة من خلال انتخابات حرة و نزيهة"على حد تعبيره. يأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه الشارع التونسي حالة من الغليان في انتظار الحصول على أجوبة واقعية تحدد خاصة زمن الانتخابات المقبلة و الكيفية التي تنوي الحكومة من خلالها وضع قانون ينظم العملية الانتخابية و الهيئة التي ستشرف عليها. الصراع على الصندوق اعتبر وزير الخارجية أن حكومة حزبه هي "الأقوى في تاريخ البلاد" نظرا لكونها تستمد شرعيتها من الشعب ، مضيفا أنها ستبقى في الحكم بقوة الصندوق و قرار الشعب الذي حسب قوله " سيختار النهضة". و لم يغفل الوزير عن الاشارة الى القضايا المتداولة و التي أثارت ضجة كبيرة و خاصة في ما يتعلق بقرار ايقاف سامي الفهري مدير قناة التونسية، فصرح أن الحركة " لا ترغب في السيطرة على وسائل الاعلام و لكنها ستمنع كل من يحاول معاداة الحكومة" في اشارة ضمنية الى "عدم رضا" الحكومة عن هذه القناة. كما شدد على أن" صورة تونس في الخارج مشرقة رغم محاولة أطراف في المعارضة جعلها قاتمة" و ختم حديثه قائلا " الشعب مدرك تماما لمجهودات الحكومة و قراراتها". حكاية الدعاية "هذا الموقف سياسي من داخل السلطة يستند الى أغلبية داخل المجلس التأسيسي" هكذا استهل قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري حواره مع راديو كلمة. و أضاف أن "النهضة تسعى كغيرها من الأحزاب للبقاء في السلطة" و لكنه تساءل كذلك هل يحق لوزير الخارجية " التنبأ بالغيب" و هل يمتلك أدلة ملموسة تشير أن "النهضة ستبقى في الحكم" و رفض فكرة التكهنات المسبقة لأن حسب رأيه " الناخب التونسي هو من سيعبر عن ارادته". و دعا قيس سعيد الى وضع عملية اقتراع جديد " حتى يتمكن الشعب من الاختيار بعيدا عن الاستقطاب الذي سلط عليه. و جدد في الأخير أن " الكلمة الفصل ستبقى للشعب " و أكد على أن ما قاله رفيق عبد السلام" مسموح به و هو نوع من أنواع الحملات الانتخابية ". كلامك يا هذا و من جهته عبر شكري بلعيد, الناطق الرسمي لحركة الوطيين الديمقراطيين في اتصال مع راديو كلمة عن استغرابه من تصريحات رفيق عبد السلام ، معتبرا ذلك " دعاية من طرف الأغلبية". و تساءل عن سبب الثقة التي تدعيها الحكومة خاصة بعد " نشر العطش و قطع الكهرباء و توسيع الفقر و المساهمة في البطالة"، كما اعتبر أن الحكومة عدة الشعب نظرا "لسجن النقابيين و الصحفيين و المبدعين". كما شدد بلعيد على دور الحكومة بصفة عامة و حركة النهضة بصفة خاصة في " الاعتداء المتواصل و الممنهج على النشطاء السياسيين". و ختم كلامه بالقول " أن سيناريو انتخابات المجلس التأسيسي لن يتكرر" و تساءل عن غموض الحكومة المتكرر في الحديث عن الانتخابات و زمن اعدادها و كيفية تنظيمها" و ركز على أن الانتخابات يجب أن تكون "وفق المعايير الدولية ". بداية النهاية كشف خطاب رفيق عبد السلام عن النوايا الصريحة للترويكا في تشبثها بالحكومة فهو لم يتحدث عن متى و كيف ستدور الانتخابات و لعل ثقته المفرطة تضع أكثر من نقطة استفهام و أكثر غموض عن موعد اجرائها ، بل أن وزير الخارجية خاطب الشعب بشعار "انتخبني أو انتخبني". و السؤال الذي يطرح نفسه كيف ستضمن الترويكا سنوات أخرى في الحكم و هي التي أقرت أن فترتها لن تتجاوز العام؟ ألا يقر تصريح عبد السلام أن النهضة قد أخلفت وعدها بنفسها؟؟