قام أهالي منطقتي الغضابنة والخمارة من ولاية المهدية يوم الإربعاء 6 أكتوبر الجاري بالتجمّع أمام المدرسة الابتدائيّة بالغضابنة وقاموا بإخراج التّلاميذ من الأقسام وأغلقوا طرقات القرية بالحجارة كما أغلقوا الطّريق الرّئيسيّة الرابطة بين مدينتي قصور السافوالشابة على طول 6 كيلومترات مانعين بذلك السيارات من المرور. كما قام الأهالي بمسيرة جابت القريتين رفعوا فيها شعارات عديدة وانتهت برشق سيارات الحرس الوطني، الّتي تواجدت بكثافة، بالحجارة مّا استوجب إبعادها. وجاءت هذه التحرّكات كردّة فعل على ما وقع قبلها بيوم. حيث جدّ حادث مرور مساء يوم الثلاثاء 5 أكتوبر في الطّريق الرابطة بين مدينتي الشابة والمهديّة على مستوى منطقة الخمارة راح ضحيّته الشاب فوزي اسماعيل البالغ من العمر اثنين وعشرين سنة. وكان الضحية يمتطي درّاجة ناريّة حين صدمته سيارة فبقي ملقى على قارعة الطريق لمدّة تفوق السّاعة حتّى فارق الحياة. ولمّا قدمت سيارة الإسعاف ووجدته جثّة هامدة تركته على عين المكان وغادرت، ممّا استفزّ الحاضرين فقاموا برشق السيّارة بالحجارة وأصابوها ومنعوا كلّ السيّارات الخاصة الأخرى من المرور، لتتدخّل قوّات الحرس الوطني وتقوم بتفريق الغاضبين وتوزيع السيارات على طرق أخرى. وعلى إثر هذه التحرّكات، تحوّل على عين المكان والي المهديّة الّذي سرعان ما غادره دون التحدّث مع المواطنين، حسبما أكّد شهود عيان، ثمّ قدم المعتمد الأوّل بالمهديّة والكاتب العام للجنة التّنسيق بالمهديّة لحزب التجمّع في بمحاولة للتّفاوض مع المواطنين من أجل فسح الطّريق أمام السيارات وتفريق التجمّع لكنّ المواطنين رفضوا ذلك وطالبوا بتركيز فوري لوحدة إسعاف طبّي استعجالي وإطلاق سراح الشّبان الّذين تمّ إيقافهم من قبل قوّات الحرس الوطني. وقد علمنا لاحقا أن المعتمد تمكّن من التوصّل إلى اتفاق مع الأهالي تتعهّد فيه السلط المحلّية بالاستجابة لمطالب الأهالي في مدّة أقصاها أسبوع. جدير بالذّكر أنها ليست المرّة الأولى الّتي تتأخّر فيها سيارات الإسعاف أو تغيب تماما في منطقة الخمارة والغضابنة نظرا لسوء التّقسيم الجغرافي للمعتمديّات بولاية المهديّة، فالقريتان قريبتان من مدينة الشابة ورغم ذلك فهما تتبعان إداريّا معتمديّة قصور الساف البعيدة جغرافيّا ممّا يخلق صعوبة في تمكين مواطني هذه الجهة من الخدمات وخاصّة الصحيّة المستعجلة.