تجددت المواجهات في مدينة تالة يوم الثلاثاء 4 جانفي بين مجموعة من التلاميذ المحتجين مدعومين بعشرات من الشباب العاطل وعناصر الشرطة في شوارع المدينة بعد أن حاول التلاميذ تنظيم مسيرة، تدخل الأمن لتفريقها بالقوة مستعملا الغاز المسيل للدموع، وقد أفاد شهود عيان أن رائحة الغاز الخانق تسربت إلى داخل قاعات الدرس والبنايات المجاورة مما أسفر عن بعض الإغماءات. فيما أكدت بعض المصادر أن قوات الأمن ألقت قنابل الغاز بشكل عشوائي سقط البعض منها داخل المنازل والمحلات. وعلمت كلمة أن تعزيزات أمنية كبيرة وصلت مدينة تالة منذ الصباح الباكر ليوم أمس الثلاثاء، خصوصا بعد المواجهات التي شهدتها المدينة في اليلة السابقة، كما علمنا أن قوات الأمن قامت بحملة اعتقالات ومداهمات ليلية أسفرت حسب مصادر نقابية عن اعتقال عشرات الشباب. وحسب مصادر نقابية وحقوقية بالجهة، فإنّ عناصر الأمن عمدت إلى اقتحام المؤسسات التربوية وإلى استفزاز التلاميذ وقامت بجرجرة بعض التلميذات من شعورهن وإخراج من تحصّن منهنّ بمبيت للفتيات، كما تعرّض عدد من المتظاهرين إلى إصابات متفاوتة الخطورة، بعضها إصابات بكسور في الأطراف. وقال مصدر نقابي في تصريح لراديو كلمة أن سيّارة الإسعاف التي نقلت بعض المصابين إلى القصرين تعرّضت لحادث حيث انفجر إطاران من إطاراتها معتبرا أن الحادث يعكس حالة الإهمال التي تعاني منها الجهة. كما علمت كلمة أن السلطات عمدت إلى قطع الانترنت عن جميع المحلات العمومية والمقاهي وعن عدد من النشطاء خشية من تسرّب فيديوهات ومعطيات عن المواجهات بتالة. وفي القصرين، علمت كلمة أن مسيرة شعبيّة جابت شوارع المدينة، وكانت قوّات الأمن قد حاولت محاصرتها وتفريقها واعتدت بالعنف على عدد من المتظاهرين، لكن أمام إصرار المتظاهرين فقد تراجعت قوات الأمن واكتفت بمراقبة المسيرة التي جابت أهمّ شوارع المدينة حسب ما أكّد لنا بعض من كانوا حاضرين بها.