أعلن مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعتقال اثنين من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، سيف الإسلام والساعدي، في العاصمة طرابلس، وتجري محكمة الجنايات الدولية حاليا مشاورات مع الثوار في ليبيا لإجراء عملية نقلهما لعهدتهما، كما ذكر مدعي عام محكمة الجنايات الدولية، لويس مورينو أوكامبو وتأتي عملية الاعتقال هذه في الوقت الذي تمكن الثوار من الوصول إلى الساحة الخضراء وسط العاصمة طرابلس صباح الاثنين، حيث يحتفلون بإنجازهم، حاملين الأعلام الليبية ورافعين علامات النصر. وقال علي سعيد، الأمين العام للمجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، إن سيف الإسلام القذافي في عهدة الثوار حاليا، بعد أن تم اعتقاله مساء الأحد، بينما أكد مدعي عام محكمة الجنايات الدولية أوكامبو أن سيف الإسلام سيمثل أمام المحكمة بتهمة "المشاركة في جرائم ضد الإنسانية ضد الشعب الليبي." ولاحقا، أكد جمعة إبراهيم، المتحدث باسم الثوار في غرب ليبيا، اعتقال الثوار نجل القذافي الآخر، الساعدي القذافي أيضا فجر الاثنين. ,قال إبراهيم إن الثوار تمكنوا من الوصول إلى الساحة الخضراء في طرابلس، وإنهم "سيطروا على أجزاء كبيرة من العاصمة الليبية". من ناحية أخرى، أكد محمد معمر القذافي، النجل الأكبر للزعيم الليبي، في اتصال هاتفي لقناة الجزيرة، أنه قيد الاعتقال والإقامة الجبرية في منزله. من ناحية أخرى، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه لن يعلق على الأحداث في ليبيا حاليا، وأنه بانتظار الحصول على الصورة كاملة فيما يتعلق بالأحداث الجارية حاليا. وبحسب جمعة إبراهيم، فقد سيطر الثوار على مقر الاستخبارات في طرابلس، كما انضم إليهم عدد من جنود الكتائب الأمنية التابعة للقذافي، وفرضوا معهم السيطرة على مطار المدينة، إذ أشار الناطق باسم الثوار إلى أن العملية منسقة مع عناصر ثورية في أحياء فشلوم وسوق الجمعة. من جهة اخرى أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن ليل الأحد الاثنين أن نظام معمر القذافي "ينهار"، مبديا استعداد الحلف للعمل مع الثوار الليبيين لإعادة بناء البلاد على قاعدة مصالحة وطنية. وقال راسموسن في بيان: "من الواضح أن نظام القذافي ينهار"، في تكرار لتصريحات مشابهة أدلت بها المتحدثة باسمه في وقت سابق مساء الأحد. وأضاف راسموسن: "كلما أسرع القذافي في إدراك استحالة تغلبه على شعبه، كلما كان ذلك أفضل، وهذا كي لا تسفك المزيد من دماء الشعب الليبي ولا يعانوا المزيد من العذابات". واعتبر راسموسن أن "الوقت حان الآن لإقامة ليبيا جديدة، دولة قائمة على الحرية لا الخوف، على الديموقراطية لا الديكتاتورية، على إرادة الجميع لا على نزوات البعض". ووعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بتقديم الحلف مساعدة للثوار على إعادة إعمار ليبيا ديموقراطية بعد أربعة عقود من الديكتاتورية في عهد معمر القذافي. وقال: "الشعب الليبي عانى الكثير تحت إدارة القذافي على مدى أكثر من أربعة عقود". وأضاف "الآن لديه فرصة لإنجاز انطلاقة جديدة"، وحض الثوار على عدم الثأر من القوات الموالية للقذافي وأنصار النظام. وتابع: "حلف شمال الأطلسي على استعداد للعمل مع الشعب الليبي ومع المجلس الوطني الانتقالي الذي يتحمل مسؤولية كبيرة". وأضاف: "عليهم ضمان أن يحصل انتقال السلطة بشكل هادئ وشامل، وأن تبقى البلاد موحدة وأن يبنى المستقبل على المصالحة واحترام حقوق الإنسان".