شهد عدد من المدن والعواصم العالمية أمس الخميس احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية و أدت في بعضها إلى وقوع اشتباكات مع الشرطة واعتقال بعض المحتجين ففي العاصمة اليونانية أثينا خرج آلاف اليونانيين في مسيرات ، احتجاجا على إجراءات التقشف الصارمة، وإحياء لذكرى انتفاضة الطلبة عام ثلاثة وسبعين ضد النظام الدكتاتوري العسكري الذي امتد من عام 1967 الى 1974. وقد واجهت قوات الأمن اليونانية المتظاهرين بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، فيما رفع المحتجون لافتات، ورددوا شعارات مناهضة للاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. ويأتي رد فعل الشارع اليوناني مع أول اختبار لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة برئاسة “لوكاس باباديموس“، المكلفة بفرض ضرائب مشطة، وتقليص حاد للنفقات، بهدف إنقاذ البلاد من الإفلاس. وفي إيطاليا خرج الآلاف من الطلاب والعاطلين عن العمل إلى الشوارع في عدد من المدن احتجاجًا على الأزمة المالية في البلاد وعلى ما سمّوه حكومة المصرفيين التي يقودها رجل الاقتصاد ماريو مونتي. واستخدمت قوات الشرطة العصي لمنع الطلاب الذين رشقوها بالألعاب النارية من الاقتراب من جامعة بوتشوني التي كان يترأسها مونتي وأصبحت رمزا لحكومة التكنوقراط الجديدة التي شكلها للتصدي لأزمة الديون الإيطالية. وفي الولاياتالمتحدة اعتقلت الشرطة حوالي سبعين شخصا من ناشطي حركة “احتلوا وول ستريت“، بعدما حاولوا الاعتصام بالقرب من الحي المالي الشهير في محاولة لإغلاقه ومنع موظفيه من الوصول إلى مكاتبهم. واستطاعت قوات الشرطة التي تواجدت بكثافة في المنطقة، منع المسيرة من إغلاق الشارع، مستخدمة الهراوات لدفع المتظاهرين إلى جانبي الرصيف، كما فرضت طوقا أمنيا حول مقر البورصة. في المقابل، جدد المتظاهرون الذين وصل عددهم إلى نحو سبعمائة شخص مطالبهم بتحقيق العدالة الاجتماعية والحد من نفوذ رجال الأعمال والمصرفيين. وتشكل مسيرة اليوم جولة جديدة من الاحتجاجات بعد ان قامت الشرطة بفض اعتصامات الحركة في عدد من المدن الأمريكية واعتقال العشرات من ناشطيها.