شهد عدد من مدن ولايات جندوبة ليلة البارحة احتجاجات أمام مقر الولاية تنديدا بعجز السلطة على التدخل الحازم في التعامل مع موجة الفيضانات التي تشهدها المنطقة نتيجة الظروف المناخية التي تعرفها المنطقة منذ أواسط الشهر الحالي . وقام المحتجون في بوسالم بحرق مقر معتمدية بلطة بوعوان و معتمدية بوسالم ومركز الشرطة و الحرس الوطني و مقر اتصالات تونس ، كما تم نهب مركز التكوين المهني ثم حرقه. و تواصلت أعمال النهب و الحرق ليلة البارحة إلى ساعات متقدمة من الليل حيث قال شهود عيان أن عدد من المحلات الخاصة تم نهبها أيضا و حرق الكثير منها . وحاولت قوات الأمن و الجيش إقناع المحتجين و اضطرت إلى استعمال قنابل الغاز و إطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم قبل أن تطارد بعض الشباب المتورط في أعمال التخريب. ولئن عبّر كاتب الدولة للداخلية السيد سعيد المشيشي لراديو كلمة عن تبريره لغضب الأهالي في المنطقة و تفهمه لمطالبهم الاجتماعية نتيجة الإهمال التي عانته المنطقة طوال الخمسين سنة الماضية فانه عبر عن استيائه من حرق المحلات والإدارات العمومية التي تقدم خدماتها المتواصلة للأهالي و رجح أن تكون بعض الأطراف استغلت الاحتجاجات و فقر الناس و ألامهم للقيام بأعمال تخريب متعمد. و أكد السيد والي جندوبة محمد سيدهم في تصريح لإحدى الإذاعات الخاصة ما صرح به السيد سعيد المشيشي حيث تم رصد عدد من السيارات قريبة من الاحتجاج و توزع قوارير الجعة و تحرض على العنف ، مؤكدا أن الأبحاث ستكشف الأطراف التي تقف وراء أعمال التخريب و معربا عن تفهمه للاحتجاجات السلمية و طلبات المتساكنين الذين يعيشون نتيجة الظروف السيئة أزمة كبيرة.