أخبار تونس – شهدت بعض جهات البلاد تحركات احتجاجية على تسمية الولاة الجدد على خلفية انتمائهم إلى النظام السابق في حين شهدت ولايات اخرى اعمال تخريب و حرق قامت بها مجوعات مسلحة. ففي مدنين غادر يوم الأربعاء الوالي الجديد السيد حمادي الشتيوي مقر الولاية تحت حماية الجيش الوطني أمام احتجاجات المواطنين الذين قدموا من مختلف المعتمديات. وشهدت المدينة على اثر ذلك هدوءا نسبيا فاحتجبت المظاهرات وطوابير العاطلين على العمل أمام الولاية خلافا لما سجلته الأيام الماضية من إقبال كبير للمواطنين المطالبين بتحسين أوضاعهم الاجتماعية. ومن جهة أخرى تواصلت الاحتجاجات في عديد البلديات بجهة مدنين للمطالبة بحل المجالس البلدية وإقالة عناصر التجمع من عدد من الإدارات. وفي بنزرت اضطر الوالي الجديد محمد الهاشمي بلوزة صباح يوم الخميس إلى الانسحاب أمام الإصرار الذي أبداه المعتصمون من موظفين وأعوان الولاية إلى جانب المواطنين الذين التحقوا بالاحتجاجات رافعين لافتات ترفض تسمية هذا الوالي لانتمائه إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي. أما في ولاية منوبة فقد حاولت مجموعة تضم حوالي 200 شخص وبحوزتهم أسلحة بيضاء وهراوات صباح الخميس اقتحام مقر الولاية. وأثارت هذه العملية الرعب في نفوس المواطنين المرابطين أمام مقر الولاية وأدت إلى حالة من الهلع مما أجبر قوات الجيش على التدخل للسيطرة على الوضع. وأفاد مصدر عسكري متمركز بمقر الولاية أن عناصر هذه المجموعة المسلحة التي اندست في صفوف المواطنين المتجمعين بدعوى المطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية أرادت إثارة الفوضى مؤكدا انه تم طلب تعزيزات عسكرية لتفادي أي تطورات محتملة. و في ولاية جندوبة مازالت ظاهرة السطو والحرق ونهب الممتلكات العمومية والخاصة تسيطر على الوضع بعديد معتمديات الولاية وذلك نتيجة الغياب الكامل لرجال الأمن الذين أصبحوا يتجنبون التدخل خشية استهدافهم ومراكزهم بالاعتداء أو الحرق. وقد استغلت مجموعات من المخربين هشاشة الوضع الأمني بالجهة لتنفيذ ما خططوه من عمليات تخريب وسرقة وحرق في وضح النهار مثلما حدث مساء الأربعاء في منطقة بوعوان من معتمدية بلطة/بوعوان حيث تمت مهاجمة معمل للملابس المستعملة ونهب كل ما فيه. كما شهدت نفس المنطقة عمليات سطو وحرق لمعمل لإنتاج الزربية ووحدة لتربية الأرانب ومنحلة ومنزل لأحد المتساكنين وفي ولاية الكاف تمكن أعوان الفرق الأمنية بمساعدة قوات الجيش الوطني الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس من إلقاء القبض على مجموعة من المجرمين الخطيرين والمسلحين . وحسب المعطيات المتوفرة فان عملية إيقافهم تمت على خلفية ضلوعهم في الأحداث الدموية الأليمة التي عاشتها مدينة الكاف الأسبوع الماضي مما ساهم في إحداث حالات من الفوضى والرعب وتسجيل عمليات حرق ممتلكات عامة وخاصة ونهب طالت كل أنحاء المدينة. ويشتبه في تورط هذه العناصر في أنشطة مشبوهة وفي عمليات تهريب وفساد بالاشتراك مع أعضاء من عائلة الرئيس السابق. وقد ضبطت قوات الأمن والجيش الوطني لدى هذه العناصر بعض قطع السلاح وتمت إحالتهم على أنظار العدالة لمقاضاتهم من أجل الجرائم التي ارتكبوها. وفي ذات الولاية تمكن أعوان الأمن وقوات الجيش الوطني عشية يوم الأربعاء من إفشال محاولة ثلاثة شبان تفجير المعهد الثانوي المنجي سليم بالكاف باستعمال الزجاجات الحارقة. واستهدفت العملية التي نفذها تلميذ ينتمي إلى هذه المؤسسة التربوية مطبخ المعهد الذي يحتوى على عدة قوارير غاز من الحجم الكبير. وتم إيقاف شابين وإحالتهما على العدالة فيما تواصل المصالح الأمنية المختصة البحث عن الشاب الثالث. ومن ناحية أخرى تمكنت قوات الأمن والجيش الوطنيين خلال الليلتين الماضيتين من إيقاف مجموعة من المخربين واللصوص وإحالتهم على العدالة للتحقيق معهم فيما يستمر البحث عن مجموعات أخرى قامت بعمليات نهب وتخريب.