أصبحت درصاف القنواطي، أشهر حكمة لكرة القدم في العالم العربي والأفريقي، بعد أن أسند الاتحاد التونسي لكرة القدم، لدرصاف قيادة مباراة الترجي والنادي البنزرتي في الجولة الختامية للدوري التونسي في الموسم الماضي، لتكون بذلك أول امرأة تونسية وعربية تدير مباراة ختامية. ونجحت درصاف في ماي 2017 ، أن تكون أول حكمة تونسية تدير مباراة للرجال، في مواجهة بالجولة الأخيرة للرابطة المحترفة الثانية، والتي جمعت آنذاك بين الملعب التونسي وجمعية جربة. وأكدت درصاف، أن حلمها هو التحكيم في كأس العالم مستقبلا سواء للسيدات أو الرجال. البداية وحول بداياتها الكروية تقول "دخلت عالم كرة القدم هاوية في عام 2005 حيث انطلقت كحارسة مرمى في نادي الاتحاد المغربي قبل أن انضم لنادي باردو 2 ولغرض إكمال الدراسة تخليت عن إكمال مشواري الكروي وبعد أن تخرجت من الجامعة في 2009 عدت". وأضافت "ولكن نصيحة من كاتب عام النادي بباردو 2، جعلتني اقتنع بفكرة تحولي لسلك التحكيم وانضممت للدورة التأسيسية عام 2011 لمدة 6 أشهر وتخطيتها بنجاح تام لأكون حكمة كرة قدم تونسية رسمية". الظهور الأول وتابعت التونسية "تم اختياري لقيادة مباراة في دوري درجة الشباب بالملعب العسكري في بارادو بين الفريق العسكري وفريق من جمعية أريانا وكانت هي أول انطلاقة لي في عالم التحكيم". وزادت "في 2012 كانت البداية الحقيقية لي بعد أن راهن علال المالكي مسؤول تكليفات الحكمات على قدراتي واعتبرني أحد أبرز الوجوه القادمة وبالفعل كنت على قدر الثقة بالحفاظ على مستواي حتى الوصول لقيادة نهائي بين ناديي بنك الاسكان والجمعية النسائية بالساحل (بنات) في دوري الكبار والتي كانت منقولة على الهواء مباشرة ونجحت". وواصلت الحكمة "عدت مرة أخرى عام 2013، لقيادة نهائي بين ناديي جمعية تونس الجوية والجمعية النسائية بالساحل وفي عام 2014، أصبحت أول حكم كرة قدم نسائي بتونس تقود مباراة في دوري الرابطة المحترفة الثالثة". مسار التحدي وتحدثت درصاف: "في عام 2015 نلت الشارة الدولية وهو الإنجاز الذي توجت به مشواري وانطلقت لمسار التحدي والاستمرارية ". أما الأبرز في مسارها بعد نيلها الشارة الدولية فتقول: "عام 2015 تم اختياري للانضمام لقائمة الحكمات في الدورة العربية التي استضافتها قطر وقدمت مستوى لافتا بفضل الله، ليتم اختياري لقيادة نهائي تلك البطولة بين منتخبي جيبوتي ولبنان وبعد عودتي قدت ولأول مرة نهائي كأس تونس للرجال 2016 تحت 19 عامًا بين فريقي باجه والصفاقسي وأصبحت أول حكمة تدير نهائي للرجال". فيما يتعلق بردود الفعل، حول وجود حكمة سيدة في مباريات رجال تؤكد درصاف: "يبدو للوهلة الأولى غريبًا لكن المستوى الفني يكون مقياسا لإيجابية ردود الفعل وهو ما واجهني بعد أن أصبح المردود الذي أقدمه إيجابيا فتلاشت الغرابة وأصبح الأمر عاديًا لأكرر التجربة الأهم في دوري الكبار والحمد لله على تلك النجاحات". مفاجأة سعيدة وحول المرحلة المفصلية التي واجهتها تقول: "كنت أنتظر إسناد أي مباراة في دوري الرجال لكن المفاجأة الأغلى عندما أسند الاتحاد الكروي لي المباراة الختامية في دوري 2019 بين الترجي والبنزرتي والمضحك أنني كنت نائمة أثناء صدور القرار". وزادت درصاف: "كنت سعيدة بالثقة للحكمة التونسية وأشعر بالفخر أنني قدمت صورة الحكمة التونسية بشكل مميز، لأفتح الفرصة لكافة الحكمات لإعادة نفس التجربة التي لم تتكرر سوى في فرنسا وألمانيا وأخيرا في تونس". وحول طموحاتها المستقبلية أكدت: "سأواصل الجدية والتدريب وسأظل متمسكة بحلم قيادة مباريات منافسات كأس العالم للسيدات أو حتى للرجال فالمشهد أثبت أن الحكمة المرأة لا تقل أبدا عن مستوى الرجل والكل شاهد الفرنسية فرابار وهي تقود مباراة السوبر الأوروبي بين ليفربول وتشيلسي".