حمّل أنصار النادي الإفريقي والنقاد المدرب فوزي البنزرتي المسؤولية الكاملة على الأداء الضعيف والمخيب للآمال الذي أظهره النادي الإفريقي في مباراته ضد كادونا يونايتد النيجيري في كأس الإتحاد الإفريقي الأحد. وكان الإفريقي تعادل في هذه المباراة دون أهداف ما حرمه من اعتلاء صدارة المجموعة الأولى. سر فالاز المنستير وكان الإفريقي أجرى كامل الأسبوع قبل الماضي معسكراً تحضيرياً بمدينة المنستير، حيث يسكن فوزي البنزرتي، خصص للتحضير البدني. وكعادته مع كل فريق يدربه، يحرص البنزرتي على التحول لمدينة المنستير وعلى إجراء تحضيرات بدنية قوية جداً على شاطئ البحر وفي المنطقة السياحية المعروفة بالفالاز في المنستير. ورغم أن الأخصائيين يعترفون بأن مثل هذه المناطق لا تصلح إلاّ لتحضير فريق في فترة راحة بين موسمين لما تتطلبه من جهد بدني وما يلزمها من راحة بعد فترة المعسكر، لا يتوانى البنزرتي في إستغلالها حتى والفريق يشارك في المباريات الرسمية وحتى بين مباراتين رسميتين، وهو ما حصل مع الإفريقي وما حصل سابقاً مع لاعبي الترجي التونسي والنجم الساحلي الذين إنهاروا بدنياً بعد كل تربص في فالاز المنستير. وكانت نتيجة هذا التربص البدني واضحة للعيان في مباراة كادونا حيث كان اللاعبون، كلهم دون إستثناء، خارج إطار الخدمة تماماً ومن لا يعرفهم يجزم أن لا علاقة لهم بكرة القدم، بينما هم من أفضل اللاعبين في الدوري التونسي ونصف الفريق تم انتدابه في الأسابيع الماضية بمبالغ طائلة ويلعب العديد منهم في منتخبات تونس وتشاد وليبيا. ولم يفهم أنصار النادي سر تشبث فوزي البنزرتي بالإعداد البدني في نهاية الموسم وسر تمسكه بإجراء التدريبات في مدينة المنستير في حين يلعب الفريق في العاصمة تونس. ويتهم البعض فوزي البنزرتي برغبته الكبيرة في قضاء لياليه في مقر سكنه بالمنستير حتى عند الإعداد لمباريات هامة في العاصمة تونس. ومعروف عن فوزي البنزرتي أنه لا يقضي الليل في العاصمة ويصر على العودة إلى المنستير (200 كلم جنوبي العاصمة) يومياً بعد التدريبات على قضاء الليل إلى جانب لاعبيه. الخلاف مع المعد البدني تداول الرأي العام الأسبوع الماضي أخبار الخلاف الحاد الذي نشب أثناء وبعد معسكر الفريق في المنستير بين فوزي البنزرتي وكريم الشماري. ولئن رفض النادي مغادرة الشماري للفريق إلاّ أن فوزي البنزرتي أصر على انتداب معد بدني جديد ليرافق الشماري في عمله، وهو ما يعني أن الرجلين لم يعودا يعملان في إنسجام. الشماري، الذي كان على دكّة إحتياط الإفريقي الأحد لكن دون أن يحرك ساكنا وهو المعروف بنشاطه الدؤوب أثناء المباريات وتفاعله الكبير مع أجواء اللقاءات، لا يبدو في أحسن حالاته حتى لا نقول أنه يرفض ما يقوم به فوزي البنزرتي من عمل بدني في الفريق. الشماري من أفضل خبراء الإعداد البدني في تونس وهو يعمل مع الإفريقي منذ سبع مواسم كاملة وكثيرا ما رغبت فرق تونسية وعربية غنية في انتدابه، لكنه كان يتمسك بالبقاء في النادي الإفريقي. ويبدو أن الشماري سيغادر الفريق قريبا لو تواصل تعنت البنزرتي وصمت المسؤولين عما يأتيه في حق الفريق. لكن البعض يرى أن تعادل كادونا والأداء الضعيف للاعبين جاءا في وقتهما حتى يتفطن الجميع إلى مكامن الخلل ويحرصوا على إصلاحه بسرعة.