كلام كثير دار عن استقالة مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان، بعد التعثر الذي سجله أمام المنتخب التانزاني نهاية الأسبوع الماضي.. خاصة ما تعلق بالتعويضات التي سيتحصل عليها، وهو ما يدل على أن رابح سعدان لم ينسحب بمحض إرادته بل دفع لتقديم استقالته لاسيما أن النتائج الأخيرة التي سجلها المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا كانت سلبية، بالنظر إلى النقائص التي ظهرت على التشكيلة الوطنية خلال مشاركتها في كأس العالم الأخيرة. قدّم استقالته وتحصل على “مكافأة” مالية والمؤكد أن رابح سعدان لم يكن ينوي الاستقالة في هذه الفترة تحديدا، خصوصا بعدما تم تجديد عقده لمدة سنتين، حيث سطر برنامجا خاصا للمنتخب الوطني خلال تصفيات كأس إفريقيا 2012، وكان ينوي تدعيم تعداده بلاعبين آخرين خلال المباريات المتبقية من التصفيات، وما يزيد احتمال دفعه إلى الاستقالة هي التصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام الوطنية بعد اللقاء، وقال إن “الخضر” سيكونون أحسن خلال باقي مشوار التصفيات حيث بدا متمسكا بالبقاء وقدم تبريرات بشأن التعادل متفائلا بالعودة القوية مع مرور الوقت، لكنه بعد تفكير قرر الانسحاب مقابل دفع أجر ثلاثة أشهر “مكافأة على المجهود” والتي تقدر بأكثر من 600 مليون سنتيم، وهو الحل الذي اعتبره الأفضل ويرضى جميع الأطراف. لم يعد يحقق الإجماع ففضل الانسحاب صحيح أن رابح سعدان قرر الانسحاب من العارضة الفنية ل”الخضر”، لكنه لم يكن ليفعل ذلك لولا علمه بأنه لم يعد يحقق الإجماع خاصة لدى الجمهور الرياضي الذي ظهر غاضبا منه واستغرب الطريقة التي أصبح يلعب بها المنتخب الوطني، لاسيما بعد تسجيل المنتخب التانزاني هدف السبق، وهو ما جعله يستخلص أن الشارع الجزائري يطلب انسحابه، وحتى لو قرر البقاء ومواصلة مهامه على رأس “الخضر”، فإنه كان سيعمل تحت ضغط رهيب ما يزيد متاعبه رفقة المنتخب الوطني، كما أن الاتحادية الجزائرية قدمت عرضا جيدا ل سعدان من أجل الانسحاب فلم يجد حلا سوى قبول مقترح “الفاف” التي فضلت منحه أفضلية الاستقالة دون اللجوء إلى إقالته نظرا لسنه وما قدمه للكرة الجزائرية، وفي المقابل تحصل على مبلغ مالي معتبر بقيمة أجرة ثلاثة أشهر دون أن يعمل فيها. “شيء أفضل من لا شيء“ ويبدو أن المدرب السابق للمنتخب الوطني رابح سعدان فكر مرارا قبل إعطاء موافقته بالانسحاب، وهو الذي تمسك ببقائه في منصبه رغم الانتقادات اللاذعة التي تعرض إليها وشتم جماهير 5 جويلية له في الآونة الأخيرة، والتي تحمّلها بعد لقاء الغابون وفضّل المواصلة بتغيير الملعب، ظنا منه أن جماهير ملعب “مصطفى شاكر” بالبليدة ستسكت عن المهزلة التي شاهدناها أمام المنتخب التنزاني. كما أن تصرفات سعدان بعد لقاء تنزانيا كانت كلها توحي أنه يريد المواصلة رغم الشتم الذي تعرض له أيضا في البليدة، لكنه في الأخير أيقن أن مسؤولي الاتحادية الجزائرية سيدفعون به إلى الاستقالة، فوافق على مقترحهم بالحصول على تعويض أجرة ثلاثة أشهر، مفضلا الاستفادة من أجرته الشهرية إلى غاية شهر نوفمبر القادم مجسدا المثل العربي القائل: “شيء أفضل من لا شيء“.