لا يكاد يمر موسم إلا ويكون عصام جمعة ضحيّة الإصابات بعد أن تعرض الأسبوع الماضي إلى إصابة ضد فريق تولوز ستحرمه مبدئيا من اللعب لفترة لا تقل عن 6 أسابيع في انتظار الفحوص الجديدة والتي قد تؤكد أن اللاعب سيغيب عن الملاعب لفترة أطول. وتزامنت الإصابة مع فترة يمرّ خلالها اللاعب بفترة انتعاش إذ أنه سجّل لفريقه في اخر مقابلة وقاده إلى الانتصار الأول له على ميدانه هذا الموسم إضافة إلى أهدافه الحاسمة خلال التصفيات مع المنتخب الوطني الذي سيفتقد هدافه الأول خلال التحول القادم إلى بوتسوانا. صحيفة " الصحافة التونسية " أجرت حوارا مطولا مع لاعبنا الدولي مباشرة من فرنسا وهذا أبرز ما جاء فيه : لو تصف لنا العملية التي تعرضت خلالها إلى إصابة يوم السبت الماضي؟ في منتصف الشوط الأول حاولت أن أغيّر مسار الكرة نحو أحد رفاقي ولكن مباشرة بعد لمس الكرة شعرت بآلام قوية في الركبة لم يسبق أن شعرت بها. وحاولت أن أواصل ولكن شدة الالام حالت دون ذلك فقد شعرت وكأن أحد أربطة ركبتي تمزق وبالتالي كان من الصعب أن أواصل اللعب أو أن أمشي. لقد كانت لقطة من الصعب نسيانها وربما لكوني لم أعد نفسي لهذا المكروه ولم أتوقع أن أتعرض إلى إصابة في هذا التوقيت الحاسم من الموسم وهو ما جعلني مصدوما إلى حد كبير ولم يكن من السهل قبول فكرة أنني تعرضت إلى إصابة بليغة. هل توقعت أن تكون الإصابة خطيرة؟ الالام القوية جعلتني أدرك ذلك سريعا فاللاعب وبحكم تعدّد التجارب يمكنه أن يعرف ما إذا كان الأمر يتعلّق بإصابة خطيرة أم لا. ومنذ سقوطي فهمت أن الوضع خطير إلى حد ما باعتبار أن المكان الذي يؤلمني حسّاس جدا ومن النادر أن يصاب اللاعب في الركبة ولا يعاني لفترة غير قصيرة. وفعلا أكدت الفحوصات التي خضعت لها صحة ما توقعته ولو أنني بلا شك كنت أتمنى أن تكون توقعاتي في غير محلّها ولكن تلك هي خصوصية مهنتنا ولا يمكن أن نعيش دائما على وقع الأحداث السعيدة فقط. والان فإنني سأبتعد عن النشاط لفترة 6 أسابيع وامل أن لا تتعدى فترة الراحة هذه المدة وأن لا تطول فترة الإعداد البدني والعلاج الطبيعي. ومهما يكن الأمر فإنني سأبذل أقصى طاقة حتى أختزل فترة العلاج وأجدد العهد مع الملاعب والمقابلات. هذه ليست أول إصابة في مسيرتك فهل هي ناتجة عن الإرهاق؟ طبيب الفريق أكد لي أن إصابتي تعد حالة نادرة فلم يسبق له أن عاينها من قبل ولا يمكن أن نقول أن الإرهاق هو السبب الوحيد باعتبار أن أي لاعب قد يتعرض إلى تمزق رباط في الركبة. و لحسن حظي فإن الرباط لم يتمزق بشكل نهائي وهو المعطى الإيجابي الوحيد لأن تمزق كلي للرباط يعني عملية جراحية وراحة مطولة قد تعني نهاية الموسم الجاري كما يمكن أن يكون لها تبعات أخرى طوال مسيرتي. الإصابة مكروه لا يتمناه أي لاعب ولكن ألا ترى أن خسائرك مضاعفة بعد أن عدت للعب أساسيا ... لا أحد منا يمكنه أن يقول أن هذا التوقيت أفضل من غيره فالإصابة حدث سلبي في مسيرة أي لاعب مهما كانت مدة غيابه أو التوقيت الذي يتعرض خلاله إلى هذا المكروه. والمشكل الوحيد أنها تزامنت مع مروري بفترة انتعاش خلال الفترة الأخيرة فقد سجلت مع المنتخب الوطني وسجلت مع فريقي هدف الانتصار في اخر مقابلة وبالتالي فانّ الإصابة عطلت الاستفاقة وفترة الانتعاش إذ أني كنت عازما على التدارك ومساعدة الفريق الذي يمر بفترة صعبة في الاونة الأخيرة ونتائجه لم تكن ممتازة. ما يجعلنا نتحدث عن توقيت غير مناسب هو اهتمام فريق ران بالتعاقد معك ولكن إصابتك ستغيّر كل المعطيات الان؟ أعرف هذا إذ كانت لي اتصالات ببعض الفرق الفرنسية في المقام الأول ( ران) إلى جانب اتصالات أخرى بفريق إسباني في الدرجة الأولى ( سرقسطة). وعليّ الان الانتظار لفترة قادمة حتى أغادر لونس ولو أن ذلك لم يكن ضمن الأولويات ولم يكن أمرا ملّحا والمهم أن أستعيد عافيتي وأعود إلى سالف نشاطي بأكثر قوة وحينها يمكن الحصول على عروض أفضل والانتماء إلى فريق أقوى من لونس. كيف تقبّل المدرب مارشان الخبر؟ أعتقد أن تعرض إي لاعب للإصابة أمر لا يسعد أي واحد منا ولا أتصور أنه يوجد من يتمنى لغيره أن يعيش حدثا مؤسفا مثل الذي عشته. والمدرب برتران مارشان اتصل بي وعبّر لي عن أسفه لما حدث لي ولكن لا يمكن الان تغيير الوضع بل يجب قبول الأمر مثلما هو وهذا ما أحاول القيام به. كما أن كل رفاقي في المنتخب وغيرهم اتّصلوا بي طوال الأيام الماضية وهو ما يكشف علاقتي المتينة بكل اللاعبين على حد سواء وأشكرهم على وقوفهم إلى صفي في الاونة الأخيرة كما أن هذا التصرف سيمثل أهم دافع لي حتى أعود بأكثر قوة. سمعت أيضا عن تضامن الجمهور الرياضي معي وأعتقد أنها نقطة تحول هامة تثبت أن الجميع بات يقدر المجهود الذي يبذله اللاعبون ورغبتهم بأن تكون نتائج المنتخب أفضل. كنت حاسما خلال المقابلات الأخيرة مع المنتخب الوطني فكيف ترى مهمته في غيابك الأسبوع القادم ضد بوتسوانا؟ أعرف أن المنتخب الوطني يلعب بشكل أفضل حينما يكون خارج ملعبه وهذا ما حصل على الأقل إلى حد الان في التصفيات وبالتالي فإنني متفائل بقدرة المجموعة على تحقيق الانتصار في غابرون بالذات. ومما لا شك فيه انني كنت أتمنى المشاركة في هذه المقابلة لخصوصية اللقاء ورغبة منّا باستعادة الاعتبار ضد هذا المنافس الذي انتصر علينا في تونس. وآمل أن نستفيد من فترة الانتعاش التي يمر بها أكثر من لاعب مثل أمين الشرميطي أو سامي العلاقي أو أسامة الدراجي وننجح بتحقيق الانتصار الذي سيغير بلا شك كل المعطيات. اللاعبون يدركون أن حسم مصير التأهل مرتبط بنتيجة هذه المقابلة وبالتالي أتصور أن عزيمتهم ستكون حاسمة لتحديد نتيجة المقابلة ولم لا العودة بنتيجة إيجابية مرة أخرى. أصبحت من اللاعبين الذين يصنعون الحدث إما بتسجيل الأهداف أو بالخلافات مع رفاقك واخرها الخلاف مع ديمون فماهي الأسباب؟ المشكل الأخير سببه الرئيسي الوضع النفساني لهذا اللاعب فمنذ أن خسر شارة القيادة بات لا يحسن التعامل مع الجميع وخلال الأسبوعين الأخيرين فضّل العزلة فلم يعد يتحدث إلى أي أحد منا رغم أنني كنت قريبا منه طوال الفترة الماضية فقد زار تونس الصيف الماضي ( زوجته تونسية وكان يتمنى اللعب للمنتخب الوطني). وبعد نهاية إحدى الحصص التدريبية دخلت غرفة تغيير الملابس وكنت أمازح عددا من اللاعبين بخصوص صور كل واحد منا وتوجهت بالحديث إلى مدرب الحراس (ميشال إيتور) ولم أعرف أنه كان بصدد التحدث إليه فغضب بسبب ذلك ورغم اعتذاري له فإن لم يتحكم في أعصابه بالمرة قبل أن يغادر غرفة الملابس ويلكم الحائط مما تسبب له في كسر ( لن يعود إلى اللعب إلى حدود انطلاق الموسم القادم) وهذه صورة الحادث ولو كنت مخطئا فإن الفريق كان سيعاقبني بلا شك. نهاية الأسبوع كانت صعبة أيضا لكون فريقك السابق الترجي الرياضي خسر ضد مازمبي فكيف تقبلت الخبر؟ لم أشاهد المقابلة مباشرة ولكن حمدي القصراوي كان يتابع اللقاء عبر الإنترنات وفي كل مرة كان يتصل بي ليعلمني بقبول الفريق لهدف كنت أعتقد أنه يمزح إذ لم يخطر ببالي أن ينهار الفريق بذلك الشكل ولكن في النهاية وحين تأكدت أن ما قاله القصراوي كان صحيحا أصبت بخيبة أمل كبيرة ولا يمكن أن أصفها فالنتيجة قاسية بشكل كبير للغاية. تلاحقك الإصابات طوال مسيرتك فهل يمكن اعتبارك لاعبا غير محظوظ؟ الإصابات عنصر مهم في مسيرة اللاعب فكم من لاعب ممتاز لم ينجح بتأكيد مستواه بسبب الإصابة وشخصيا فإنني أعتبر نفسي غير محظوظ لأنني تعرضت إلى عديد الإصابات ولكن في كل مرة أعود بقوة وأفرض نفسي وهو ما امل أن أفعله هذه المرة.