إن كان فعلا هو من يتخذ القرارات وهو من وضع مشروع قرار المصالحة الإقتصاديّة فلماذا يصرّ إلى اليوم على تمريره بشتى الطرق والاساليب بمشاركة أبواق الإذاعات الخاصّة التي قزّمت ما قامت به احزاب المعارضة يوم السبت الفارط ومنها من تجاهل الحدث …المعارضة الشعبيّة لهذا المشروع كبيرة وكبيرة جدّا وهو ما يعرفه السبسي ومرزوق حق المعرفة ورغم ذلك فإنهما يصرّان إلحاحا على تمريره عبر مجلس النوّاب ليتخذ الصبغة القانونيّة …ولكن من هم المستفيدون من هذا المشروع …عديدون وكثيرون والجميع يعرفهم ويعرف ما قاموا به من جرائم في حق خزينة الدولة وبالتالي في حق المواطن التونسي والغريب انهم عادوا اليوم ليقولوها صراحة انهم العمود الفقري للإقتصاد التونسي ويهدّدون المواطن بالويل والثبور في صورة ما لم يتم التصالح معهم …والاغرب ان اشد المدافعين على هذا المشروع قالوها صراحة ايضا " نحن تجمعيون" ومن هنا نفهم كل شيء …الماكينة القديمة التي ضخّت فيها الدماء من جديد بعد ان تمكّن نفس المتشبثين بالقانون من تجاوز قانون العزل السياسي وقانون تحديد السن القصوى للرئيس …إنها المنظومة القديمة بصدد لم الشمل والعودة مجدّدا إلى المشهد السياسي والإقتصادي للبلاد ولهذا فإن السبسي حتى وإن أراد سحب المشروع حفاظا على السلم الإجتماعي فإنه لن يقدر على ذلك