المدرسة لا تبعد عن قلب مدينة صفاقس أكثر من 7 كيلومترات، تضم أكثر من 16 فصلا، بما يعني أكثر من 460 تلميذا من السنة الأولى إلى السنة السادسة من التعليم الأساسي يؤمن دروسهم أكثر من 20 معلما. كل هذا لم يشفع لها لتتمتع بساحة لائقة تتوفر على أبسط مقومات حياة مدرسية كريمة. فبمجرد نزول أولى قطرات الغيث النافع، تتحول هذه الساحة إلى بركة كبيرة من المياه أو إلى ما يشبه المسبح (على رأي وزير التربية). وهو ما يمنع التلاميذ من دخول المدرسة ومن الانتقال بين الأقسام ومن الأقسام إلى المجموعة الصحية. وإن اضطر أحدهم إلى ذلك، فما عليه إلا أن يتسلح بقارب شراعي أو طائرة عمودية حتى لا يعود بأطنان من الوحل وبثياب مبللة تعود بالوبال على صحته. ورغم أنها تكاد تكون المدرسة الوحيدة في معتمدية طينة التي تعاني هذه الإشكالية، ورغم المراسلات العديدة من إدارة المدرسة والأسرة التربوية بها والتلاميذ وأولياؤهم إلى المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس1 و إلى معتمدية طينة وإلى مكونات المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية العديدة المحيطة بالمدرسة، فإن الحال بقي على ما هو عليه: فيتغيب التلاميذ وتتعطل الدروس فبمجرد نزول أولى قطرات الغيث النافع الذي يتحول من نعمة إلى نقمة. أما عن أكذوبة "شهر المدرسة" التي ما فتئ وزير التربية وجوقته الإعلامية يُشنّفون الآذان بها، فحدث ولا حرج: فهي لم تتجاوز "عيطة وشهود على ذبيحة قنفود" و"يا الي مزين م البرة آش حالك م الداخل". فالحكاية لم تتعدّى إعادة بناء الجدار الخارجي لمدخل المدرسة بحضور عدد من المسؤولين المحليين والجهويين، مع ما يقتضيه الحال من صور تذكارية نُشرت هنا وهناك في ممارسات خلنا أنها ولّت بلا رجعة. ويبقى حال المدرسة وتلاميذها والأسرة التربوية بها على ماهو عليه حتى يأتي ما يخالف ذلك.