غريب ما يحصل في بعض مدارسنا الابتدائية.. في أنحاء العالم نكرم الثلاثة الأولين في كل الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية وصولا الى اختيار ملكات الجمال حيث يختارون ل«الملكة» وصيفة أولى ووصيفة ثانية إلا في مدارسنا الابتدائية توزع الشهائد على «كل لون يا كريمة» بحساب المجال الواحد.. فإن كان عندنا من ينجح في مناظرة الباكالوريا بمعدل 7٫50 مع إضافة تنفيل ب 2٫50 فإن المنشور المنظم للامتحانات يجبر السادة المعلمين على إسناد شهائد حتى لتلاميذ لم يحصلوا على معدل.. والأمثلة كثيرة لمن نال «شهادة استحسان» في مجال التنشئة ولكن لما احتسب له المعلم معدله وجده 9٫85 من 20... ووالدته تزغرد و«تصلّي على النبي» لأن ما يهمها ليس إلا تلك الشهادة التي لا تنفع ولا تضرّ الى يوم الدين وإنما هي ذرّ رماد على العيون في خانة «تغطية عين الشمس بالغربال» كقاعدة كانت تعتمدها المنظومة التربوية الحالية في ظل النظام القديم حتى توهم الناس بأن تعليمنا سليم ولا يتخرج منه إلا الحكماء والنوابغ والمتميزون. في قسم واحد عاينا 18 شهادة بالتمام والكمال ضمن مجموعة 25 تلميذا أي بنسبة %72 ممّن وقع تكريمهم وقد تصل هذه النسبة الى سقف %95 في القسم الواحد لأن الشهائد ما هي إلا طعم للجم الأفواه وإسكاتها في زمن النجاح للجميع حتى ولو كان التلميذ «خارج الموضوع شكلا ومضمونا».. و«يا ناس ما كان باس» وقديما قيل على لسان عجائزنا.. «عيطة وشهود.. على ذبيحة قنفود» وأيضا.. «الزغاريد أكثر من الكسكسي»... لأن الوضع يشكل «فزورة» تتطلب التفكير العميق حتى ننقذ ما يمكن إنقاذه في ظل حلول ركب «سالم لبيض» وزير التربية الجديد الذي بيده سلاح «علم الاجتماع» حتى يبلغ بأطفالنا شاطئ الأمان وليس لنا إلا أن نطلب اليوم من أصحاب القرار «تقييما موضوعيا» لأبنائنا وما «حاجتنا بشهائد» في نفس إيقاع قولة أحدهم... «اعطيني قرطلتي.. ما حاجتي بعنب»... وطاح الكاف... ردم الظل... قبل أن يبلغ الشيء الحدّ... يا لطيف.