حكاية صفاقس مع حركة المرور مسلسل مكسيكي أو تركي حسب الموضة الجديدة فلا تخلو ساعة أو ساحة أو طريق من جلبة و صياح و سباب و شتم و حتّى التشابك بالأيدي بين أصحاب السّيّارات الخفيفة و المارّة من جهة و العمالقة أصحاب الشّاحنات و حافلات السّوريتراس الذين لا يتورّعون في بسط سيطرتهم و جبروتهم مستعينين بوسائلهم العملاقة ليفتكّوا أولية ليست ملكهم أو تجاوزا ممنوعا غير محسوب مع ما قد يسبّبه ذلك من حوادث قاتلة في بعض الأحيان وترى أصحاب السّيّارات الخفيفة و المترّجّلين لا حول لهم و لا قوّة أمام تعسّف أصحاب العجلات الثّمانية ممن تختلف أسماءهم من التّمساح الي الماجريس و غير ذلك و الويل كلّ الويل لمن رفض أو حتى إعترض على هذا التّصرّف المشين فتراه و قد إحمرّ خجلا من الألفاظ النّابية و سبّ جميع فروع عائلته إن لم يعد إلي أطفاله بزرقة عين أو إنتفاخ فكّ ..فمتى بالله ستزول هذه العادة السّيّئة من مجتمعنا ؟ و ما يرتقي تصرّف سوّاق التّمساح و الحافلة الى مستوى حضاري يحترم فيه القويّ الضّعيف ؟ و هل من تدخّل سريع لأعوان أمننا ليفرضوا سلطة القانون على القويّ كما على الضّعيف ؟ و متي يتدخّل مسؤولو السّوريتراس ليلجموا عنان سوّاقهم و لو بالزّجر بعد حسن الموعظة ؟ ها نحن ننتظر و لكن رجاءا لا تطيلوا إنتظارنا فقد طال الانتظار